أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكياخبار اقتصادية

بيانات التوظيف تدعم توقف الفيدرالي عن خفض الفائدة

أنهى سوق العمل الأمريكي عام 2024 بشكل قوي، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي 256,000 وظيفة في ديسمبر، وهو ما يمثل أقوى نمو شهري منذ مارس.

هذا التقرير، إلى جانب انخفاض معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.1%، يدعم الرأي القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يوقف خفض أسعار الفائدة. الزيادة في الوظائف خلال ديسمبر توفر دليلًا على أن الاقتصاد لا يزال يتمتع بالمرونة، رغم استمرار التضخم وارتفاع تكاليف الاقتراض، وهو عامل مهم في تشكيل سياسة النقد المستقبلية.

أداء سوق العمل

وفقا لتقرير مكتب إحصاءات العمل (BLS) الذي تم إصداره يوم الجمعة، ارتفعت أعداد الوظائف غير الزراعية بمقدار 256,000 وظيفة في ديسمبر، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 165,000.

وانخفض معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.1% من 4.2%، مما يشير إلى قوة سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.3% مقارنة بشهر نوفمبر، مما يدل على أن نمو الأجور مستمر رغم القلق بشأن التضخم.

كانت الأرقام الرئيسية على النحو التالي:

  • التغيير في الوظائف (شهريا): +256,000 (مقارنة بالتوقعات التي كانت +165,000)
  • معدل البطالة: 4.1% (مقارنة بالتوقعات التي كانت 4.2%)
  • متوسط الأجر بالساعة (شهريا): +0.3% (مطابق للتوقعات)

تدعم هذه الأرقام الفكرة القائلة بأن سوق العمل الأمريكي قوي، مما يعزز احتمالية أن يتوقف الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

السياق الاقتصادي وردود فعل الأسواق

مثلما كان متوقعا، أكدت بيانات ديسمبر أن الاقتصاد الأمريكي سجل عاما قويا على الرغم من التحديات مثل تكاليف الاقتراض المرتفعة والتضخم المستمر.

البيانات أيضا أظهرت أن الطلب على العمالة ظل مستقرًا نسبيًا، ورغم أن إجمالي الوظائف التي تم إضافتها في 2024 (2.2 مليون) كان أقل من 2023 (3 مليون)، إلا أنها كانت إشارة إيجابية، خاصة عند مقارنتها بالوظائف التي تم إضافتها في 2019 (2 مليون).

وبعد صدور التقرير، ارتفعت عوائد السندات الحكومية الأمريكية والدولار الأمريكي، بينما انخفضت عقود مؤشر S&P 500 المستقبلية، وردت الأسواق بهذه الطريقة حيث قام المتداولون بتقليص رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية من قبل الاحتياطي الفيدرالي. هذا التقرير يعزز احتمالية أن يظل الاحتياطي الفيدرالي ثابتا في موقفه في المستقبل القريب بعد خفضه لأسعار الفائدة بمقدار نقطة كاملة في 2024.

نمو الوظائف في القطاعات المختلفة

كان الارتفاع في أعداد الوظائف في ديسمبر مدفوعا بقطاعات مثل الرعاية الصحية، والمساعدات الاجتماعية، وتجارة التجزئة، والترفيه والضيافة.

كما شهدت الوظائف الحكومية أيضا زيادة. من ناحية أخرى، شهدت قطاعات مثل التصنيع والتجارة بالجملة انخفاضا في أعداد الوظائف. هذه التحولات القطاعية تبرز المناطق التي تشهد مرونة في الاقتصاد، خاصة في الصناعات المتعلقة بالخدمات والرعاية الصحية، بينما تواجه القطاعات التقليدية مثل التصنيع تحديات مستمرة.

وظل معدل المشاركة في سوق العمل ثابتا عند 62.5%، مما يشير إلى أن نسبة السكان الذين يعملون أو يبحثون عن عمل لم تتغير. كما أن معدل المشاركة للعمال في الفئة العمرية من 25 إلى 54 عاما، والمعروفة بالعمالة الأساسية، بقي أيضا دون تغيير. علاوة على ذلك، أظهرت الأرقام انخفاضا في عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم، بينما ترك المزيد من العمال وظائفهم طواعية، مما يشير إلى حركة أكبر في سوق العمل وثقة أكبر لدى الموظفين.

اتجاهات الفصل من العمل وخطط الشركات

بينما تشير بيانات تقديم الطلبات الأسبوعية للحصول على إعانات البطالة إلى أن حالات التسريح من العمل كانت منخفضة طوال عام 2024، إلا أن هناك إشارات محتملة لتحديات مستقبلية.

حيث أعلنت عدة شركات كبيرة، مثل بلاك روك وتايسون فودز، عن خطط لتقليص أعداد موظفيها في العام المقبل. كما شهد عام 2024 أدنى عدد من التعيينات منذ ما يقارب العقد، وفقًا لتقرير من شركة “تشالنجر، غراي آند كريسماس” للاستشارات التنفيذية. تشير هذه الاتجاهات إلى تقلبات محتملة في سوق العمل في المستقبل، رغم القوة العامة التي ظهرت في ديسمبر.

التوقعات السياسية والاقتصادية

مع تقدم الأحداث، يبقى تأثير الأجندة الاقتصادية للرئيس المنتخب دونالد ترامب غير واضح. فخطط ترامب المقترحة، بما في ذلك عمليات الترحيل الجماعي وفرض التعريفات العقابية على الواردات، قد يكون لها تداعيات كبيرة على سوق العمل الأمريكي. وعلى الرغم من أن تقرير ديسمبر كان إيجابيا، إلا أنه من المهم مراقبة كيفية تأثير هذه السياسات المقترحة على خلق الوظائف ومعدل البطالة في الأشهر القادمة.

ختاما يعد تقرير وظائف ديسمبر قويا، حيث شهدنا انخفاضا في معدل البطالة وزيادة في الأجور، مما يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويا رغم التحديات. يدعم هذا التقرير الرأي القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يوقف خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. ومع ذلك، ستظل الديناميكيات الاقتصادية في المستقبل رهينة لعدة عوامل، بما في ذلك السياسات الاقتصادية المقبلة والاتجاهات العالمية. في حين أن تقرير ديسمبر كان مشجعا، يبقى المشهد الاقتصادي ككل ديناميكيا وقابلا للتغيير.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى