أسعار النفط تقفز وسط مخاوف من عقوبات إضافية على روسيا وإيران
شهدت أسعار النفط ارتفاعا ملحوظا يوم الجمعة، متجهة نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، مع تركيز الأسواق على مخاوف بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات نتيجة عقوبات إضافية على روسيا وإيران.
وقفزت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.90 دولار، أي بنسبة 2.47%، لتصل إلى 78.82 دولار للبرميل وقت كتابة هذا التقرير، وهو أعلى مستوى لها منذ ما يقارب ثلاثة أشهر. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بمقدار 1.86 دولار، أي بنسبة 2.52%، لتصل إلى 75.78 دولار للبرميل.
وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية وحتى العاشر من يناير، ارتفع خام برنت بنسبة 8%، في حين قفز خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 9%.
العوامل الداعمة لارتفاع أسعار النفط
وفقا لأول هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، “هناك عدة عوامل تدعم الارتفاع اليوم. على المدى البعيد، يركز السوق على احتمالية فرض عقوبات إضافية، بينما تدفع الأجواء الباردة في الولايات المتحدة الطلب على الوقود على المدى القصير.”
ومع اقتراب تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، تتزايد التوقعات بحدوث اضطرابات في الإمدادات نتيجة عقوبات مشددة على إيران وروسيا، مع بقاء مخزونات النفط عند مستويات منخفضة.
التأثيرات المناخية على الطلب
من المتوقع أن تعاني الأجزاء الوسطى والشرقية من الولايات المتحدة من درجات حرارة أقل من المعدل، وفقا لمكتب الأرصاد الجوية الأميركي. كما شهدت مناطق عديدة في أوروبا برودة شديدة، ويتوقع محللون في جي بي مورجان أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب.
وفي مذكرة يوم الجمعة، قال المحللون: “نتوقع زيادة كبيرة في الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا في الربع الأول من عام 2025، مدفوعة أساسا بالطلب على زيت التدفئة والكيروسين وغاز البترول المسال.”
التوترات في ليبيا وتأثيرها على الإنتاج
في ليبيا، أدى احتجاج مسلح إلى إغلاق إنتاج الحقول الغربية مثل الشرارة والوفاء، ما تسبب في خفض الإنتاج بمقدار 252,000 برميل يوميا، وفقا لمصدر في المؤسسة الوطنية للنفط.
وأعلنت المؤسسة حالة القوة القاهرة على شحنات خام الشرارة من ميناء الزاوية النفطي غرب البلاد، وكذلك شحنات المكثفات من ميناء مليتة، يذكر أن إنتاج حقل الشرارة، الذي كان ينتج حوالي 220,000 برميل يوميا، توقف يوم الاثنين، بعد يوم واحد من توقف حقل الوفاء.
ورغم هذه الاضطرابات، تضاعف الإنتاج الوطني الليبي منذ العام الماضي ليصل إلى حوالي 700,000 برميل يوميا. وتأمل المؤسسة الوطنية للنفط في رفع الإنتاج من حقل الشرارة إلى 300,000 برميل يوميا، والوصول بالإنتاج الوطني إلى 800,000 برميل يوميا بحلول نهاية أبريل.
لكن الإنتاج لا يزال أقل بكثير من مستوى 1.6 مليون برميل يومياً الذي كانت تضخه ليبيا قبل انتفاضة عام 2011.
التضخم وعلاقته بأسعار النفط
أشار هانسن من بنك ساكسو إلى أن المخاوف بشأن التضخم تدفع أيضا أسعار النفط نحو الارتفاع. وأضاف أن المستثمرين يلجأون إلى شراء العقود الآجلة للنفط كوسيلة للتحوط من ارتفاع الأسعار.
ورغم ارتفاع الدولار الأميركي لستة أسابيع متتالية، ما يجعل النفط أكثر تكلفة خارج الولايات المتحدة، فإن أسعار النفط استمرت في الصعود، ما يعكس تزايد الطلب وتراجع الإمدادات.
اقرأ أيضا…