تراجع الأسهم الأمريكية بسبب ارتفاع عوائد سندات الخزانة

منذ 23 ساعةآخر تحديث: يناير 7, 2025

0 44 3 دقائق

شهدت الأسهم الأمريكية تراجعا يوم الثلاثاء بعد صدور بيانات اقتصادية جديدة أدت إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة، مما أثار مخاوف بشأن احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

وانخفض مؤشر أس أند بي 500 بنسبة 0.8%، بينما خسر مؤشر داو جونز الصناعي 46 نقطة أو ما يعادل 0.1%. أما مؤشر ناسداك المركب فقد تراجع بنسبة 1.5%. ورغم بداية التداولات بارتفاع طفيف، إلا أن السوق شهد تقلبات دفعت المؤشرات الرئيسية إلى التراجع لاحقا.

بيانات قطاع الخدمات وتأثيرها على الأسهم الأمريكية

أظهر تقرير صادر عن معهد إدارة التوريد (ISM) تسارعا في نمو قطاع الخدمات الأمريكي خلال شهر ديسمبر، وهو ما تجاوز التوقعات وزاد من المخاوف بشأن استمرار التضخم. نتيجة لذلك، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار 6 نقاط أساس ليصل إلى 4.675%. هذه البيانات أدت إلى إعادة تقييم توقعات السوق بشأن التضخم وأسعار الفائدة الفيدرالية.

وأشار توم هينلين، كبير استراتيجيي الاستثمار في مجموعة U.S. Bank Asset Management، إلى أن هذه البيانات دفعت إلى موجة بيع طفيفة في الأسواق بعد حماس مبدئي في وقت سابق من اليوم. وعلى الرغم من ذلك، يرى هينلين أن الأرقام تعكس صورة إيجابية لسوق العمل والمستهلكين، وهو ما يدعم النمو الاقتصادي العام ويعزز توقعات أرباح الشركات.

وكان قطاع التكنولوجيا من بين الأكثر تضررا في التراجع الأخير. فقد انخفضت أسهم شركة نفيديا بأكثر من 5% بعد الإعلان عن رقائق جديدة تعتمد على هندسة Blackwell. كما شهدت أسهم شركة تسلا انخفاضا بنسبة 4% بعد أن خفض بنك أوف أمريكا تصنيف السهم، مبررا ذلك بالمخاطر المرتبطة باستراتيجية الشركة وتقييمها المرتفع. إلى جانب ذلك، تراجعت أسهم شركات كبرى أخرى مثل ميتا وأمازون بنحو 1.9% لكل منهما، ما أدى إلى تعميق خسائر السوق.

توقعات الاحتياطي الفيدرالي

تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبطئ من وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025. وبحسب بيل آدامز من Comerica Bank، من المحتمل أن يتحول الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة في كل اجتماع إلى التوقف بين التخفيضات. هذا السيناريو يعكس حالة من الحذر في ظل استمرار الضغوط التضخمية.

من جانبه، أوضح كيني بولكاري من SlateStone Wealth أن ارتفاع العوائد لن يكون مشكلة كبيرة للأسهم إلا إذا بدأت حالة الاقتصاد في التدهور. لكنه أشار إلى أن التضخم المستمر يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الوضع وجعل العوائد المرتفعة أكثر إشكالية للأسواق.

عوائد السندات والضغوط على الأسهم الأمريكية

مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، يشير المحللون إلى أن سوق الأسهم الأمريكية يواجه تحديات كبيرة في ظل استمرار الضغوط التضخمية. وقد وصل العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى له منذ عام 2007. كما أشار محللو JPMorgan إلى أن منحنى العائد قد ارتفع بشكل مفرط مقارنة بالقيمة العادلة، مما يشير إلى احتمالية حدوث تصحيح قريب.

في هذا السياق، أوضحت المحللة لورين غودوين من New York Life Investments أن ارتفاع العوائد يعكس تغييرات في التوازن بين العرض والطلب على الديون الأمريكية. وذكرت أن تقدير عوائد السندات في ظل هذه الظروف يمثل تحديًا كبيرًا، مشيرة إلى أن النطاق المعقول لعوائد السندات لأجل عشر سنوات يتراوح بين 3.5% و5.1%.

التطورات على صعيد الشركات

شهدت الشركات الكبرى تطورات ملحوظة خلال اليوم. أعلنت ميتا عن إنهاء عملية التحقق من الأطراف الثالثة على منصاتها في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها ستعتمد على نظام “ملاحظات المجتمع” لتعزيز حرية التعبير. وفي سياق آخر، دخلت أوبر في شراكة مع نفيديا لتطوير تقنيات القيادة الذاتية.

أما على صعيد الابتكارات الطبية، فقد كشفت شركة جونسون آند جونسون عن نتائج إيجابية لعلاج جديد لسرطان الرئة، يتفوق على علاج منافس تقدمه شركة أسترازينيكا. وفي قطاع النقل، أعلنت Southwest Airlines عن خطط لبيع وتأجير 35 طائرة بوينغ 737-800، بهدف تحقيق مكاسب تصل إلى 92 مليون دولار كجزء من استراتيجية جديدة للاستفادة من أسطولها الواسع.

ومع استمرار ارتفاع العوائد والتضخم، تواجه الأسواق تحديات كبيرة قد تؤثر على استقرارها. وفي حين أن البيانات الاقتصادية الإيجابية تعزز آمال النمو على المدى الطويل، يبقى التركيز منصبًا على تحركات الاحتياطي الفيدرالي ودورها في تحديد مسار الأسواق خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…