أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

سعر الدولار اليوم يتراجع وسط ترقب لسياسات ترامب بشأن التعريفات الجمركية

شهد الدولار الأمريكي تراجعا نحو أدنى مستوياته في أسبوع مقابل العملات الرئيسية يوم الثلاثاء، حيث ناقش المتداولون إمكانية أن تكون التعريفات الجمركية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب أقل حدة مما كان متوقعا في حملته الانتخابية. يأتي ذلك بينما تستمر الأسواق في مراقبة البيانات الاقتصادية المرتقبة، خاصة فيما يتعلق بالتوظيف، لتقييم مسار أسعار الفائدة الفيدرالية.

أداء الدولار في ظل تقارير خطة التعريفات الجديدة

انخفض الدولار يوم الاثنين مقابل كل من اليورو والجنيه الإسترليني، عقب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست يشير إلى أن مساعدي ترامب يدرسون خطة جديدة لفرض تعريفات جمركية تركز فقط على القطاعات الحيوية التي تؤثر على الأمن القومي الأمريكي. هذا التقرير جاء بمثابة إشارة إلى أن سياسات ترامب التجارية قد تكون أقل صرامة مما كان متوقعًا.

وعلى الرغم من ذلك، استعاد الدولار بعض مكاسبه بعد أن نفى ترامب صحة هذا التقرير عبر منشور على منصته الاجتماعية Truth Social. ويبدو أن نفي ترامب يهدف إلى الحفاظ على مصداقيته وقوته التفاوضية قبيل أي قرارات رسمية أو مفاوضات تجارية.

مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، انخفض بنسبة 0.14% ليصل إلى 108.12 نقطة وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن تراجع إلى أدنى مستوى له منذ 30 ديسمبر عند 107.74 نقطة. ومع ذلك، فقد سجل المؤشر أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2022 في الثاني من يناير عند 109.58 نقطة، مدعومًا بالتوقعات بشأن سياسات ترامب الاقتصادية التي تشمل التحفيز المالي، تقليل القيود التنظيمية، وفرض تعريفات جمركية أعلى.

تصريحات الخبراء حول تأثير السياسات الجديدة

قال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في شركة Pepperstone: “إن التعريفات الجمركية العالمية التي تتراوح بين 10% و20%، والتي وعد بها ترامب خلال حملته، كانت دائمًا تُعتبر غير واقعية بصيغتها الصارمة. التقرير الأخير في واشنطن بوست عزز هذا الرأي، حتى وإن حاول ترامب التقليل من شأنه.”

وأضاف ويستون أن ترامب ربما يحاول تجنب فقدان مصداقيته أو نفوذه قبل الدخول في مفاوضات تجارية مهمة مع شركاء دوليين.

توقعات حركة الدولار في المستقبل

وصلت قيمة الدولار إلى 133.50 نقطة في ديسمبر، متجاوزة مستوى 133.35 نقطة الذي حققته في عام 2022، حيث بدأ التصحيح الأخير من هذا المستوى. وعلى الرغم من ذلك، كان هذا التصحيح ضئيلًا، ولم يتجاوز 23.6% من مكاسب الدولار منذ عام 2011.

هذا الاتجاه التصحيحي يشير إلى قوة الاتجاه العام للدولار، مع بقاء المستثمرين بعيدين عن تكوين مراكز كبيرة قد تؤدي إلى وضع مزدحم يعيق استمرار الصعود.

ومن المتوقع أن يشهد الدولار تصحيحا بنسبة تصل إلى 2% ليصل إلى 131.58 نقطة. ومن هذا المستوى، قد يعود الدولار للصعود بنسبة تتراوح بين 4% و8%، مدفوعًا بانخفاض المضاربات على ارتفاعه خلال فترة التصحيح، مما يعزز فرص تحقيق مكاسب أكبر على المدى المتوسط.

أداء العملات الأخرى

شهد اليورو ارتفاعا بنسبة 0.16% ليصل إلى 1.0407 دولار بعد أن بلغ 1.0437 دولار يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى له خلال الأسبوع. وأوضح كريس تورنر، رئيس الأسواق العالمية في بنك ING، أن نفي ترامب للتقرير قد قلل من ارتفاع اليورو مقابل الدولار، لكنه أضاف أن الشكوك المستمرة بشأن نطاق التعريفات قد تؤدي إلى تخلي الدولار عن جزء من مكاسبه الأخيرة.

الجنيه الإسترليني أيضًا ارتفع بنسبة 0.14% ليصل إلى 1.25395 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوياته عند 1.2550 دولار في الجلسة السابقة.

أما الدولار مقابل الين الياباني، فقد صعد بنسبة 0.09% ليصل إلى 157.46 ين، وبلغ أعلى مستوى له منذ يوليو عند 158.425 ين، مدعومًا بارتفاع عوائد السندات الأمريكية. وأوضح شينيتشيرو كادوتا، استراتيجي العملات في Barclays، أن الدولار قد يصل إلى 158 ين بنهاية مارس 2025.

من جهة أخرى، استأنف الدولار الأسترالي والنيوزيلندي ارتفاعهما؛ حيث صعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.46% ليصل إلى 0.6275 دولار أمريكي، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.66% ليصل إلى 0.5681 دولار أمريكي.

نظرة عامة على الأسواق

في ظل هذه التغيرات، تواصل الأسواق مراقبة البيانات الاقتصادية، خاصة تقرير الوظائف المرتقب يوم الجمعة، والذي سيكون محوريًا لتحديد مسار الفيدرالي الأمريكي خلال الأشهر القادمة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تثير السياسات التجارية لترامب المزيد من الجدل والتأثير على تحركات الدولار والعملات الأخرى.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى