سعر الدولار يختتم الأسبوع بأداء قوي بدعم من الفائدة الأمريكية

سعر الدولار الأمريكي بدأ العام الجديد بمكاسب ملحوظة، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين عند 109.54 مقابل سلة من العملات يوم الخميس. هذا الأداء يأتي بعد عام من الزخم الإيجابي الذي اكتسبه الدولار مدعومًا بسياسات الاحتياطي الفيدرالي المتشددة والبيانات الاقتصادية القوية.
دور الاحتياطي الفيدرالي في دعم سعر الدولار
موقف الاحتياطي الفيدرالي المتشدد ساهم بشكل كبير في دعم سعر الدولار. ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية أدى إلى زيادة جاذبية العملة، حيث يتوقع المستثمرون استمرار السياسات النقدية المتشددة لفترة أطول. هذه العوامل، إلى جانب التوقعات بأن سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستعزز النمو وتزيد من الضغوط التضخمية، عززت من مكانة الدولار كعملة رئيسية.
وفي الوقت الذي يواصل فيه سعر الدولار تحقيق مكاسب، تعاني العملات الأخرى من تراجعات ملحوظة. اليورو، على سبيل المثال، ارتفع بشكل طفيف يوم الجمعة إلى 1.0293 دولار، لكنه سجل أسوأ أداء أسبوعي له منذ نوفمبر بخسارة قدرها 1.3%. الجنيه الإسترليني أيضًا شهد ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.2406 دولار، لكنه يتجه لإنهاء الأسبوع بخسارة نسبتها 1.4%.
الين الياباني والصعوبات المستمرة
الين الياباني ارتفع بنسبة 0.25% ليصل إلى 157.095 ين للدولار، لكنه لا يزال تحت الضغط بسبب الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان. بنك اليابان مستمر في سياساته النقدية الحذرة، ما يجعل العملة اليابانية عرضة لمزيد من التراجع أمام الدولار القوي.
اليوان الصيني سجل أضعف مستوى له منذ أكثر من عام عند 7.3188 للدولار. تراجع العوائد المحلية في الصين وتوقعات خفض الفائدة المستقبلية يزيدان من الضغط على العملة الصينية. هذا الاتجاه يمتد ليشمل العملات الناشئة التي تجد صعوبة في مواجهة قوة الدولار.
توقعات استمرار مكاسب الدولار
التوقعات تشير إلى أن الدولار سيواصل تفوقه على المدى القريب. المحلل شارو شانانا أوضح أن قوة الدولار مدعومة بتفوق الاقتصاد الأمريكي وحالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للرئيس ترامب. المحللون في ING يتوقعون مزيدًا من الضغوط على العملات الأوروبية، خاصة اليورو، نتيجة السياسات الحمائية الأمريكية.
ختاما الدولار يثبت نفسه كعملة رئيسية في بداية 2025، مستفيدًا من قوة الاقتصاد الأمريكي والسياسات النقدية المتشددة. في المقابل، تواجه العملات العالمية تحديات كبيرة نتيجة الفجوة الاقتصادية والسياسية بين الولايات المتحدة وبقية العالم. يبدو أن الدولار سيظل في موقع القوة، بينما ستحتاج العملات الأخرى إلى تحولات جوهرية في المشهد الاقتصادي العالمي لتحسين أدائها.
اقرا أيضا…