ارتفاع أسعار النفط بدعم من بيانات الصين
بدأت أسعار النفط عام 2025 على ارتفاع، حيث سجلت مكاسب يوم الخميس مع عودة المستثمرين إلى الأسواق بنظرة متفائلة تجاه الاقتصاد الصيني وتأثيره المحتمل على الطلب العالمي على الوقود.
وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 1.17 دولار أو بنسبة 1.6% لتصل إلى 75.81 دولارًا للبرميل وقت كتابة هذا التقرير، بعد أن حققت مكاسب قدرها 65 سنتا في آخر جلسة تداول لعام 2024. كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الأميركي بمقدار 1.20 دولار أو بنسبة 1.7% لتسجل 72.92 دولار للبرميل.
تعهد الصين بالنمو يعزز الثقة
تحسنت معنويات المستثمرين بعد خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ بمناسبة العام الجديد، حيث تعهد باتباع سياسات أكثر تحفيزا لدعم النمو الاقتصادي في عام 2025. وعلى الرغم من أن مسحا أجرته شركة Caixin/S&P Global أظهر نمو النشاط الصناعي في الصين خلال ديسمبر، إلا أن النمو كان أبطأ من التوقعات. يتماشى هذا مع البيانات الرسمية التي أظهرت أداءً ضعيفًا لقطاع التصنيع، في حين شهدت قطاعات الخدمات والبناء انتعاشًا.
تشير هذه الإشارات الاقتصادية المختلطة إلى أن التحفيز الاقتصادي الصيني بدأ يؤثر على بعض القطاعات. ويرى المحللون أن البيانات الضعيفة قد تدفع بكين إلى تسريع برامج التحفيز، مما يعتبر عاملًا إيجابيًا للطلب على النفط.
المخاطر الجيوسياسية ومخاوف الرسوم الجمركية الأميركية
يقوم المستثمرون أيضا بتقييم المخاطر الجيوسياسية المتزايدة إلى جانب التأثيرات الاقتصادية المحتملة للرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. أثارت هذه الرسوم قلقًا بشأن ديناميكيات التجارة العالمية، لكن المحللين يظلون متفائلين بحذر، حيث يوازنون هذه المخاوف مع توقعات الأداء القوي للاقتصاد الأميركي.
أشار المحلل في الأسواق، توني سيكامور، إلى أن بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأميركي، المتوقع صدورها يوم الجمعة، ستكون حاسمة في تحديد اتجاه أسعار النفط المقبلة. كما أوضح أن الرسم البياني الأسبوعي لخام غرب تكساس الوسيط يظهر نطاقات سعرية ضيقة، ما قد يشير إلى حركة كبيرة قادمة في الأسعار. ونصح بالانتظار لتحديد اتجاه السوق قبل اتخاذ قرارات التداول.
مخزونات النفط والإنتاج في الولايات المتحدة
تأجلت بيانات مخزونات النفط الأميركية الأسبوعية بسبب عطلة رأس السنة، لكنها تعد عاملاً رئيسيًا يؤثر على معنويات السوق. تشير التوقعات الأولية إلى انخفاض مخزونات النفط الخام والمشتقات النفطية في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، مع احتمال ارتفاع مخزونات البنزين.
وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA)، بلغ الطلب على النفط في الولايات المتحدة ذروته بعد الجائحة في أكتوبر بمعدل 21.01 مليون برميل يوميًا، بزيادة حوالي 700 ألف برميل يوميًا عن سبتمبر. كما سجل إنتاج النفط الخام مستوى قياسيًا بلغ 13.46 مليون برميل يوميًا في الشهر نفسه، بزيادة قدرها 260 ألف برميل يوميًا عن الشهر السابق.
التوقعات طويلة الأجل لأسعار النفط
على الرغم من التفاؤل الحالي، يتوقع المحللون أن تواجه أسعار النفط تحديات في الحفاظ على الزخم طوال عام 2025. وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز، من المرجح أن تتراوح الأسعار حول 70 دولارًا للبرميل، مما يشير إلى عام ثالث من الانخفاض. قد تسهم العوامل مثل ضعف الطلب الصيني وزيادة الإمدادات العالمية في تقويض جهود تحالف أوبك+ لاستقرار السوق.
في أوروبا، شهدت ديناميكيات الطاقة تحولًا مع توقف روسيا عن تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية في يوم رأس السنة بعد انتهاء اتفاقية العبور في 31 ديسمبر. وعلى الرغم من ذلك، كانت الاتحاد الأوروبي قد استعد لهذه الخطوة من خلال ترتيب بدائل للإمدادات، في حين تواصل المجر تلقي الغاز الروسي عبر خط أنابيب “تورك ستريم” تحت البحر الأسود.
ختاما بدأت أسواق النفط العام الجديد على نحو إيجابي بفضل توقعات النمو الاقتصادي في الصين وديناميكيات العرض والطلب. ومع ذلك، قد تعيق التوترات الجيوسياسية وسياسات التجارة الأميركية وضعف الطلب العالمي تحقيق مكاسب طويلة الأجل. سيظل المستثمرون يراقبون البيانات الاقتصادية والسياسات المستقبلية لتقييم اتجاه السوق في الأشهر المقبلة.
اقرأ أيضا…