أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

الذهب يرتفع مع تأثير سياسات ترامب على توقعات الفيدرالي

ارتفعت أسعار الذهب يوم الخميس مدفوعة بالتقلبات في سوق الأسهم وإعادة تموضع المستثمرين، في حين تظل توقعات أسعار الفائدة للفيدرالي الأمريكي محور التركيز وسط حالة من الترقب بشأن السياسات المقترحة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.

ووصل سعر الذهب الفوري إلى 2,641.64 دولار للأونصة بزيادة بلغت 0.7% وقت كتابة هذا التقرير. كما شهدت عقود الذهب الآجلة ارتفاعا بنسبة 0.5% لتصل إلى 2,654.30 دولار.

أسباب الدعم المستمر لأسعار الذهب

وفقًا لأوليه هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، فإن المخاطر السياسية والاقتصادية المتزايدة، إلى جانب الطلب غير المرتبط بالدولار من قبل البنوك المركزية التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الدولار، بالإضافة إلى المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن ضد عدم الاستقرار المالي والتضخم المستمر، ستدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال العام المقبل. في عام 2024،

حيث سجل الذهب مكاسب سنوية بنسبة 27%، وهي الأكبر منذ عام 2010، مدفوعة بتخفيف السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، وزيادة قياسية في مشتريات البنوك المركزية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية.

واللتوقعات تشير إلى أن السياسات التجارية المقترحة من ترامب، بما في ذلك فرض تعريفات جمركية وحماية الصناعات المحلية، ستؤدي إلى رفع معدلات التضخم، مما يعزز من جاذبية الذهب كأصل آمن. هذه السياسات قد تثير أيضًا حروبًا تجارية جديدة، وهو ما يجعل المستثمرين أكثر توجهًا نحو الذهب كملاذ للاستثمار في أوقات عدم اليقين.

وفي السياق نفسه، يتوقع المحللون أن يتبنى الفيدرالي الأمريكي نهجًا أكثر حذرًا بشأن تخفيض أسعار الفائدة في عام 2025، مع استمرار التضخم فوق هدفه البالغ 2%. يشير ذلك إلى احتمال اتخاذ الفيدرالي خطوات أكثر تحفظًا تجاه السياسة النقدية، مما قد يحد من الزخم الإيجابي للذهب في المستقبل. ومع ذلك، يبقى الذهب مدعومًا بتوجه المستثمرين للبحث عن أصول آمنة وسط حالة من الضبابية السياسية والاقتصادية.

دور البنوك المركزية في دعم أسعار الذهب

الطلب على الذهب لم يقتصر فقط على المستثمرين الأفراد، بل امتد ليشمل البنوك المركزية التي أظهرت اهتمامًا متزايدًا بشراء الذهب كجزء من استراتيجياتها لتنويع احتياطياتها. وفقًا لمسح أجرته “مجلس الذهب العالمي”، يُتوقع أن تستمر البنوك المركزية الكبرى في زيادة مشترياتها من الذهب خلال العام المقبل، مما يوفر دعمًا إضافيًا للأسعار.

على الجانب الأخر الدولار الأمريكي، فقد شهد تراجعا طفيفا في مؤشره، مما ساعد الذهب المقوم بالدولار على أن يصبح أكثر جاذبية للمشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى. ورغم هذا الدعم، يواجه الذهب بعض التحديات بسبب ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لعشر سنوات، التي وصلت إلى 4.58%. الأصول غير المرتبطة بالعوائد مثل الذهب قد تجد صعوبة في المنافسة مع أدوات استثمارية تقدم عائدات مالية.

في الوقت ذاته، يتابع المستثمرون تطورات الاقتصاد الصيني بعد تصريحات الرئيس شي جين بينغ التي تعهد فيها بتنفيذ سياسات أكثر دعمًا للنمو الاقتصادي في عام 2025. هذه الجهود، التي تستهدف تعزيز الاقتصاد المحلي وزيادة الطلب، قد تؤثر إيجابًا على الطلب على الذهب، خصوصًا مع استعداد الصين لمواجهة تحديات تجارية جديدة نتيجة التعريفات المقترحة من الرئيس الأمريكي المنتخب.

التوترات الجيوسياسية وأثرها على الذهب

التوترات الجيوسياسية كانت أيضًا من العوامل المؤثرة على أسعار الذهب. الهجمات الأخيرة التي شنتها روسيا على العاصمة الأوكرانية كييف، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا وأضرار في الممتلكات، زادت من حالة عدم الاستقرار في المنطقة. وفي غزة، واصلت إسرائيل ضرباتها الجوية على مناطق في شمال القطاع، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. هذه الأحداث تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات.

من جهة أخرى، حققت المعادن الأخرى أداءً متباينًا. ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 1.8% لتصل إلى 29.38 دولار للأونصة، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 908.48 دولار. أما البلاتين، فقد ارتفع بنسبة 1.6% ليصل إلى 917.80 دولار.

وفي ظل هذه العوامل، يبقى الذهب في دائرة الاهتمام كأحد الأصول الرئيسية التي يلجأ إليها المستثمرون في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، مع استمرار الترقب لتطورات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتفاصيل سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى