أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

ارتفاع سعر الدولار اليوم مدعوما بتوقعات النمو والتضخم

شهد سعر الدولار اليوم ارتفاعا ملحوظا يوم الخميس، مدعوما بتوقعات بأن السياسات الاقتصادية المرتقبة التي ستتبناها إدارة دونالد ترامب القادمة ستعزز النمو الاقتصادي وترفع معدلات التضخم في العام المقبل،وارتفع الدولار الأمريكي وقت كتابة هذا التقرير بنسبة 0.13% عند 108.25، لتظل تحركات الدولار بالقرب من أعلى مستوى سجله في عامين عند 108.54.

ورغم ضعف حجم التداول في الأسواق بسبب عطلة عيد الميلاد واقتراب عطلة رأس السنة، إلا أن الآمال المرتفعة بشأن هذه السياسات أعطت دفعة قوية للدولار مقابل العملات الأخرى.

حيث يتوقع المحللون أن تخفيف القيود التنظيمية على الأعمال وخفض الضرائب سيكون لهما تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد الأمريكي، مما سيسهم في تحقيق نمو قوي. ومع ذلك، فإن السياسات الأخرى، مثل فرض تعريفات جمركية جديدة على الشركاء التجاريين والحد من الهجرة غير الشرعية، قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وزيادة التضخم. ورغم أن هذه السياسات قد تحفز الاقتصاد على المدى القصير، إلا أنها قد تشكل عبئًا على الأداء الاقتصادي على المدى الطويل.

الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على سعر الدولار

أحد العوامل الرئيسية التي ساعدت على دعم الدولار هو الغموض بشأن عدد مرات خفض الفائدة التي قد يجريها الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل. قام الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأخير كما كان متوقعًا، وأوضح رئيسه جيروم باول أن التخفيضات المستقبلية ستعتمد على التقدم المحرز في خفض التضخم المرتفع.

وفي الوقت نفسه، رفع الفيدرالي توقعاته للتضخم لعام 2025، في حين خفض توقعاته لأسعار الفائدة إلى 50 نقطة أساس خلال العام، بدلاً من 100 نقطة أساس كما كان متوقعًا سابقًا. حاليًا، تُسعر الأسواق المالية احتمالية تخفيض 35 نقطة أساس فقط، ما يشير إلى وجود حذر كبير بشأن أي تخفيض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس.

بيانات اقتصادية إيجابية تدعم سعر الدولار

البيانات الاقتصادية الأخيرة لعبت دورًا هامًا في تعزيز أداء الدولار. فقد أظهرت التقارير انخفاض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة إلى أدنى مستوى له خلال الشهر الأخير، وهو مؤشر على استمرار قوة سوق العمل رغم علامات التباطؤ الطفيف.

وفي الوقت نفسه، شهدت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة ارتفاعًا بنسبة 3.8% خلال موسم الأعياد. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بالحملات الترويجية المكثفة التي شجعت المستهلكين على التسوق خلال موسم تنافسي للغاية بين تجار التجزئة.

أداء الدولار مقابل العملات الرئيسية

على صعيد الأداء أمام العملات الرئيسية، سجل الدولار ارتفاعًا قويًا. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، إلى مستوى 108.25، مقتربًا من أعلى مستوى له خلال عامين عند 108.54.

أما اليورو، فقد انخفض قليلاً إلى 1.0398 دولار بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ 22 نوفمبر عند 1.03435 دولار. وبالنسبة للين الياباني، ارتفع الدولار إلى 157.89 ين، وهو مستوى قريب من أعلى مستوى له منذ يوليو، مما يعكس قوة الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

السياسة النقدية اليابانية وتأثيرها

في اليابان، أعلن محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، أن الاقتصاد الياباني يقترب من تحقيق هدف التضخم المستدام البالغ 2%، ما يشير إلى أن البنك قد يرفع أسعار الفائدة قريبًا. هذا الإعلان يعكس تحسن الأوضاع الاقتصادية في اليابان، لكنه لم يكن كافيًا للتأثير على الزخم الإيجابي للدولار أمام الين.

تراجع العملات الرقمية

على صعيد العملات الرقمية، تراجعت البيتكوين بنسبة 2.78% لتصل إلى مستوى 95,688 دولارًا. هذا الانخفاض جاء بعد سلسلة من الارتفاعات الكبيرة التي شهدتها العملة الرقمية في الأسابيع الأخيرة. ويرجع التراجع الحالي إلى عمليات بيع لجني الأرباح، مع استمرار التقلبات العالية التي تميز هذا السوق.

ختاما بالنظر إلى المستقبل، يظل الدولار في موقع قوي، مدعومًا بالتوقعات الإيجابية حول الاقتصاد الأمريكي والسياسات الاقتصادية المرتقبة. ومع ذلك، يبقى تأثير هذه السياسات على المدى الطويل محل تساؤل، حيث يمكن أن تؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في المشهد الاقتصادي. في ظل هذه الظروف، تترقب الأسواق التطورات القادمة بحذر لمعرفة الاتجاه الذي ستتخذه الأسواق المالية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى