أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

ارتفاع أسعار الذهب وسط عطلة التداول وترقب سياسات الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال جلسة التداول يوم الثلاثاء، حيث استمرت التداولات في أجواء هادئة بسبب موسم العطلات. ومع ذلك، تركّز اهتمام المستثمرين على سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة لعام 2025، بالإضافة إلى تأثير سياسات التعريفة الجمركية المستقبلية للرئيس المنتخب دونالد ترامب.

التحركات الحالية في أسعار الذهب

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 2614.66 دولارًا للأونصة وقت كتابة هذا التقرير. كما استقرت العقود الآجلة للذهب الأمريكي عند 2629.00 دولار.

وجاء هذا الأداء في أعقاب تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر ونوفمبر، واستمرار هذه التخفيضات في ديسمبر، لكن مع إشارة إلى تقليل وتيرتها في عام 2025.

أداء الذهب في 2024 وأبرز المحركات

حقق الذهب أداء استثنائيا في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 27% حتى الآن، ما يجعله الأفضل منذ عام 2010. وكان السبب الرئيسي وراء هذا الأداء هو مجموعة من العوامل، من بينها شراء البنوك المركزية، سياسات التيسير النقدي، والتوترات الجيوسياسية.

وجاءت هذه الارتفاعات وسط قراءة معتدلة للتضخم الأمريكي يوم الجمعة الماضي، مما خفف من المخاوف بشأن وتيرة تخفيض أسعار الفائدة في العام المقبل. ومع ذلك، تتوقع الأسواق تخفيضا محدودا لأسعار الفائدة لا يتجاوز 35 نقطة أساس بحلول 2025.

توقعات بارتفاع الذهب إلى 3000 دولار

يتوقع بعض الخبراء استمرار ارتفاع أسعار الذهب، وقد يصل إلى 3000 دولار للأونصة في عام 2025. ويرى “هان تان”، كبير محللي السوق في مجموعة Exinity، أن الذهب سيظل أداة تحوط ضد التضخم، خاصة إذا أدت سياسات ترامب إلى زيادة الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة.

وأشار تان إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى زيادة التوترات الجيوسياسية، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. وأضاف أن السياسات الاقتصادية الجديدة قد تشمل تغييرات كبيرة في التعريفات الجمركية، التنظيمات الضريبية، والدين العام، مما قد يؤثر على الأسواق بشكل كبير.

تقلبات تاريخية في أسعار الذهب

على مر العقود، عكست أسعار الذهب تفاعلها مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية. ففي السبعينيات، ارتفع سعر الذهب من 35 دولار للأونصة إلى أكثر من 800 دولار في أوائل الثمانينيات بسبب تخلي الرئيس ريتشارد نيكسون عن معيار الذهب، إلى جانب التوترات الجيوسياسية مثل أزمة الرهائن في إيران.

وفي منتصف العقد الأول من الألفية، ارتفعت أسعار الذهب مرة أخرى وسط الغزو الأمريكي للعراق وضعف الدولار. وتجاوزت الأسعار حاجز 1000 دولار لأول مرة بعد الأزمة المالية الكبرى في 2009. ومنذ ذلك الحين، استمرت الأسعار في تسجيل مستويات قياسية بسبب التضخم والمخاوف الجيوسياسية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يرى المحللون أن أسعار الذهب قد تستمر في تحقيق مكاسب معتدلة في عام 2025. ويعتقد “مايكل مارتن”، نائب رئيس استراتيجيات السوق في TradingBlock، أن التضخم سيكون تحت السيطرة بشكل أفضل، مما قد يحد من ارتفاعات الذهب الكبيرة. ومع ذلك، لا يستبعد مارتن حدوث زيادات ملحوظة إذا تسببت السياسات الاقتصادية أو التعريفات الجمركية في اضطرابات في الأسواق.

من جهته، يشير “راندي سمولوود”، الرئيس التنفيذي لشركة Wheaton Precious Metals، إلى أن التوقعات الإيجابية بارتفاع الذهب إلى 3000 دولار تدعمها عوامل مثل مشتريات البنوك المركزية القوية، تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة الإيجابية، وتأثير قرارات أسعار الفائدة المرتبطة بمستويات الدين القياسية.

في النهاية يظل الذهب استثمارًا مفضلًا خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. مع استمرار الطلب العالمي وارتفاع التوترات الجيوسياسية، قد يشهد الذهب عامًا آخر من الأداء القوي في 2025، خاصة إذا استمرت العوامل الداعمة مثل سياسات التيسير النقدي وشراء البنوك المركزية. ومع ذلك، يبقى تطور السياسات الاقتصادية محورًا رئيسيًا لمراقبة حركة أسعار الذهب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى