أخبار الأسواقأخبار الإسترليني دولارفوركس

احتمالية انخفاض زوج الإسترليني دولار إلى 1.20 بسبب تباين الأداء الاقتصادي

يواجه الجنيه الإسترليني ضغوطا متزايدة مع استمرار التباين الكبير بين أداء الاقتصاد البريطاني ونظيره الأمريكي، ومع ضعف الاقتصاد البريطاني وازدهار الاقتصاد الأمريكي، تزداد احتمالية انخفاض زوج الإسترليني دولار إلى مستوى 1.20 لأول مرة منذ مارس 2023.

أداء اقتصادي ضعيف في المملكة المتحدة

تعاني المملكة المتحدة من تدهور واضح في توقعاتها الاقتصادية، حيث تشير البيانات الأخيرة إلى ركود اقتصادي. في يوم الاثنين، خفض مكتب الإحصاءات الوطنية تقديراته للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من العام الجاري من نمو طفيف بنسبة 0.1% إلى صفر. هذا التعديل جاء بعد تخفيض بنك إنجلترا لتوقعاته للنمو الاقتصادي في الربع الرابع من 0.3% إلى صفر الأسبوع الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات الصادرة في وقت سابق من شهر ديسمبر انكماشا غير متوقع للاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% في أكتوبر. تعكس هذه الأرقام الصعوبات المستمرة التي تواجه الاقتصاد البريطاني، مما يزيد من المخاوف بشأن ركوده ويضعف الجنيه الإسترليني بشكل أكبر.

قوة الأداء الاقتصادي في الولايات المتحدة

على النقيض، يظهر الاقتصاد الأمريكي أداء قويا ومستداما. حيث تم رفع معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث بمقدار 0.3% ليصل إلى نسبة مبهرة بلغت 3.1%. يعزز هذا الأداء القوي من قوة الدولار ويزيد من التباين الاقتصادي بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما يضغط على زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي.

بالإضافة إلى ذلك، لعبت توجهات الاحتياطي الفيدرالي الحذرة دورا كبيرا في دعم الدولار. وعلى الرغم من إشارات الاحتياطي الفيدرالي إلى نهج أكثر تحفظا تجاه تخفيض أسعار الفائدة، فإن الأسواق تسعر حاليا تخفيضات محدودة لا تتجاوز 35 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، وفقا لتوقعات LSEG. هذا التوجه يتناقض بشدة مع السياسة الحذرة لبنك إنجلترا التي فشلت في تعزيز الثقة بالجنيه الإسترليني.

انخفاض صافي المراكز الشرائية للجنيه الإسترليني

تشير بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC) إلى تراجع الثقة في الجنيه الإسترليني. حيث انخفض صافي المراكز الشرائية للجنيه إلى 21,647 عقدا خلال الأسبوع المنتهي في 17 ديسمبر. هذا الانخفاض سبق تراجع زوج الإسترليني دولار لاختبار أدنى مستوى له في ستة أشهر عند 1.2475، متأثرا بتوجه الاحتياطي الفيدرالي الحازم وسياسة بنك إنجلترا الحذرة.

قوة الدولار وتركيز الأسواق

لا يزال الدولار يحتفظ بقوته مع تركيز الأسواق على توقعات تخفيض أسعار الفائدة المحدودة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ووفقًا لمذكرة أصدرها محلل بنك Swissquote، إيبك أوزكارديسكايا، فإن قلة الأخبار والبيانات يوم الثلاثاء ستبقي اهتمام الأسواق منصبًا على هذا الموضوع. وقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.1% ليصل إلى 108.153، مما يعكس استمرار قوة الدولار.

وأشار أوزكارديسكايا إلى أن أي انخفاضات في الدولار تمثل فرصًا للمستثمرين لشراء العملة مقابل معظم العملات الرئيسية. هذا الاتجاه يعكس ثقة الأسواق في استقرار الدولار، مما يزيد من الضغوط على زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي.

التوقعات لزوج الإسترليني دولار 

التباين الواضح بين الأداء الاقتصادي في المملكة المتحدة والولايات المتحدة يخلق بيئة صعبة للجنيه الإسترليني. وإذا استمرت المملكة المتحدة في إظهار مؤشرات ضعف اقتصادي بينما يحافظ الاقتصاد الأمريكي على قوته، فمن المحتمل أن يشهد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مزيدًا من الانخفاضات، مع اقتراب مستوي 1.20 بشكل متزايد.

اختلاف السياسات النقدية، إلى جانب جاذبية الدولار كملاذ آمن، يجعل الجنيه الإسترليني عرضة للخطر. بالنسبة للمستثمرين، تعكس هذه البيئة الحاجة إلى توخي الحذر في مراكز الجنيه الإسترليني، وتسليط الضوء على استمرار هيمنة الدولار في أسواق العملات.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى