انخفاض أسعار النفط بسبب مخاوف الطلب وقوة الدولار
شهدت أسعار النفط انخفاضًا يوم الجمعة وسط مخاوف بشأن تباطؤ نمو الطلب في عام 2025، خاصة في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام. تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 32 سنتًا أو بنسبة 0.4% لتصل إلى 72.56 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار مماثل بنسبة 0.5% إلى 69.06 دولارًا للبرميل.
تأثير الصين على الطلب
صرحت شركة “سينوبك” المملوكة للدولة في توقعاتها السنوية للطاقة بأن واردات الصين من النفط الخام قد تصل إلى ذروتها بحلول عام 2025، وأن استهلاك البلاد من النفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2027 مع تراجع الطلب على الديزل والبنزين.
سارعت الشركات الصينية إلى زيادة صادرات المنتجات النفطية النظيفة في النصف الثاني من نوفمبر، قبل دخول زيادة الضرائب على الصادرات حيز التنفيذ، مما أدى إلى ارتفاع بنسبة 24.6% مقارنة بمستوى أكتوبر المنخفض على مدار 18 شهرًا.
بلغت صادرات البنزين والديزل ووقود الطائرات 3.24 مليون طن (918 ألف برميل يوميًا) في نوفمبر، وفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك. وجاء هذا الرقم أعلى بنسبة 27.6% من التوقعات الأولية لشهر نوفمبر.
أعلنت الحكومة في 15 نوفمبر عن تخفيض الإعفاء الضريبي على القيمة المضافة لصادرات البنزين والديزل ووقود الطائرات من 13% إلى 9%، بدءًا من 1 ديسمبر، مما أضاف تكلفة تتراوح بين 3 إلى 4 دولارات للبرميل.
ارتفعت صادرات البنزين بنسبة 88.1% لتصل إلى 1.26 مليون طن في نوفمبر، وهو أعلى مستوى شهري منذ أغسطس 2023. كما زادت الهوامش الربحية لصادرات البنزين إلى 10.13 دولارًا للبرميل في نوفمبر مقارنة بـ 9.75 دولارًا في أكتوبر و2.45 دولارًا في سبتمبر.
بحسب تقديرات “كوموديتي إنسايتس”، استخدمت شركات النفط أكثر من 37.84 مليون طن من حصص التصدير الحكومية المخصصة بين يناير ونوفمبر، رغم أن البيانات الرسمية تشير إلى صادرات بلغت 34.7 مليون طن فقط خلال نفس الفترة.
تحديات السوق تلقي بظلالها على أسعار النفط
أوضح إيمريل جميل، الباحث المتخصص في شركة LSEG، أن أسعار النفط الخام تواجه مرحلة طويلة من التذبذب مع اقتراب نهاية العام، بسبب عدم اليقين بشأن نمو الطلب على النفط. وأكد على ضرورة التزام “أوبك+” بضبط الإمدادات لتعزيز الأسعار وتهدئة الأسواق.
خفضت “أوبك+” توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 للشهر الخامس على التوالي. وتتوقع “جي بي مورغان” فائضًا في السوق بنحو 1.2 مليون برميل يوميًا في عام 2025، مع زيادة الإمدادات من خارج “أوبك+” بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا، مع بقاء إنتاج “أوبك” عند مستوياته الحالية.
تأثير الدولار والسياسات الأمريكية
ساهم ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في عامين في الضغط على أسعار النفط، حيث يجعل الدولار القوي النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. كما أشار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى نهج حذر بشأن خفض أسعار الفائدة في 2025، مما قد يبطئ النمو الاقتصادي ويقلل الطلب على النفط.
وفي تصريح مثير، هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية إذا لم يقلص الاتحاد عجزه المتزايد مع الولايات المتحدة من خلال زيادة التجارة في النفط والغاز.
قيود جديدة على النفط الروسي
أفادت تقارير بأن دول مجموعة السبع تدرس تشديد سقف الأسعار المفروض على النفط الروسي، بما في ذلك الحظر الكامل أو خفض الحد السعري الحالي. وقد تجاوزت روسيا سقف الـ 60 دولارًا للبرميل المفروض في 2022 باستخدام “أسطول الظل” من السفن، مما دفع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى فرض عقوبات جديدة.
وأكد مكتب رئيس الوزراء أن إجمالي السفن المرتبطة بروسيا والمُستهدفة من قبل بريطانيا تجاوز الآن 100 سفينة، مما يجعل بريطانيا الدولة الأكثر اتخاذًا لهذه الإجراءات.
وجاء في البيان:”ستعمل هذه التدابير الجديدة على استنزاف خزانة بوتين الحربية عن طريق الحد من عائدات النفط التي يحتاجها بشدة لتمويل حربه غير الشرعية، ووضع أولئك الذين يسهلون صادرات النفط الروسي تحت المراقبة”.
وتزامنت العقوبات البريطانية مع سلسلة من الإجراءات الدولية ضد صادرات النفط الروسي.
- يوم الاثنين، أصدرت الاتحاد الأوروبي الحزمة الخامسة عشرة من العقوبات، مستهدفة 52 ناقلة تعمل في تجارة النفط الروسي.
- يوم الثلاثاء، اتفقت دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق الثماني بالإضافة إلى بولندا وهولندا وألمانيا وبريطانيا على شراكة لمواجهة تأمين ناقلات “أسطول الظل” المشبوهة التي تعبر بحر البلطيق.
اقرأ أيضا….
3 تعليقات