تباطؤ مبيعات التجزئة الكندية بعد تحقيق نمو في أكتوبر
شهدت مبيعات التجزئة في كندا تباطؤًا في نوفمبر، مما يشير إلى توقف أطول فترة نمو مستمرة منذ رفع قيود الإغلاق بسبب الجائحة في أوائل عام 2022. ومع ذلك، تقدم عطلة الإعفاء الضريبي على المبيعات بارقة أمل لانتعاش الإنفاق مع بداية العام الجديد.
الأداء في نوفمبر وأكتوبر
أعلنت هيئة الإحصاء الكندية يوم الجمعة أن تقديراتها الأولية لمبيعات التجزئة لشهر نوفمبر تشير إلى استقرار دون نمو، بناءً على استجابة أكثر من نصف التجار الذين تم استطلاع آرائهم.
في أكتوبر، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6% مقارنة بالشهر السابق، لتصل إلى 67.58 مليار دولار كندي (ما يعادل حوالي 46.93 مليار دولار أمريكي). جاء هذا الرقم أقل بقليل من التوقعات السابقة التي بلغت 0.7%، لكن تم تعديل أرقام النمو للأشهر الثلاثة السابقة إلى الأعلى بشكل طفيف.
جاءت الزيادة في مبيعات أكتوبر مدفوعة بنشاط قوي في تجارة السيارات الجديدة والمستعملة. ومع ذلك، أظهرت التقديرات الأولية لشهر نوفمبر انخفاضًا بنسبة 0.7% في مبيعات قطاع الجملة، وهو أكبر مكونات قطاع الخدمات في كندا، بعد نمو بنسبة 1.0% في الشهر السابق. وشهد قطاع السيارات وقطع الغيار تراجعًا في المبيعات خلال نوفمبر.
تأثير أسعار الفائدة والإعفاءات الضريبية
ساهمت سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة التي أجراها بنك كندا في تعزيز إنفاق الأسر خلال الأشهر الأخيرة، مما عوّض ضعف الاستثمار التجاري والصادرات. ومن المتوقع أن تعزز عطلة الإعفاء الضريبي على مبيعات الأطعمة الجاهزة وبعض السلع الأخرى الاستهلاك بين ديسمبر وفبراير قبل انتهاء هذه العطلة.
لكن البيانات تشير إلى أن الإنفاق قد تباطأ قبل دخول فترة الإعفاء الضريبي حيز التنفيذ. وأظهرت تحليلات بنك رويال الكندي، بناءً على بيانات المعاملات عبر البطاقات المجهولة الهوية، أن المستهلكين خفضوا إنفاقهم على السلع والخدمات التقديرية في نوفمبر بعد زيادة الإنفاق في سبتمبر وأكتوبر.
التضخم والسياسة النقدية
تراجع التضخم في كندا بشكل ملحوظ منذ ذروته فوق 8% في منتصف عام 2022، واستقر عند أو أقل من هدف بنك كندا البالغ 2% خلال الأشهر الأربعة الماضية. وعلى الرغم من خفض البنك المركزي سعر الفائدة للمرة الخامسة على التوالي الأسبوع الماضي، فإنه أشار إلى تبني نهج أكثر حذرًا في السياسة النقدية في العام الجديد، خاصة مع استمرار ضعف الاقتصاد وعدم اليقين بشأن التجارة العالمية مع اقتراب عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي أكتوبر، ارتفعت مبيعات التجزئة في خمسة من بين تسعة قطاعات تتبعها هيئة الإحصاء الكندية، وكانت المركبات هي المحرك الرئيسي للنمو. ومع ذلك، استمرت مبيعات محطات الوقود والبائعين الآخرين للوقود في الانخفاض للشهر السادس على التوالي.
سجلت المبيعات الأساسية، التي تستثني مبيعات السيارات وقطع الغيار ومحطات الوقود، ارتفاعًا بنسبة 0.2% مقارنة بالشهر السابق، مع زيادة الإنفاق على الأثاث والمفروشات المنزلية والإلكترونيات والأجهزة. كما ارتفعت مبيعات منتجات الصحة والعناية الشخصية، في حين انخفض الإنفاق على الطعام والمشروبات.
وبالنسبة لحجم المبيعات، لم تسجل أي تغييرات مقارنة بشهر سبتمبر، لكنها ارتفعت بنسبة 1.4% مقارنة بالعام السابق. تشير هذه البيانات إلى تراجع مؤقت في مبيعات التجزئة مع اقتراب نهاية العام، لكن الإعفاء الضريبي والإجراءات النقدية قد يسهمان في تحسين الأداء في الأشهر المقبلة.
اقرأ أيضا…