أهم تصريحات جيروم باول حول الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية
في مؤتمر صحفي عقده جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، أعلن أن الاقتصاد الأمريكي يعمل بشكل جيد للغاية، مشيرًا إلى أنه لا توجد أسباب تدعو للاعتقاد بأن الركود الاقتصادي أكثر احتمالًا من المعتاد.
وكانت قرارات اللجنة الأخيرة شملت خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى نطاق 4.25%-4.5%، وهو ما يعكس سياسة نقدية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي مع استمرار مواجهة تحديات التضخم.
هدف التضخم والسياسات المطبقة
أكد باول أن الاحتياطي الفيدرالي يواصل العمل على خفض التضخم إلى هدفه المحدد بنسبة 2%. وأوضح أن التضخم لا يزال يتراجع ببطء نتيجة التعافي من الصدمات الاقتصادية الكبرى التي حدثت خلال عامي 2021 و2022.
وأشار إلى أن التضخم في قطاع السلع قد عاد إلى المستويات التي كان عليها قبل الجائحة، بينما التضخم في قطاع الإسكان ينخفض بشكل تدريجي.
وأضاف أن قصة انخفاض التضخم ما زالت صامدة، مع استمرار السياسة النقدية في تحقيق تقدم ملموس. رغم ذلك، شدد على أن الوصول إلى هدف التضخم قد يتطلب عامًا أو عامين إضافيين من السياسات المقيدة. هذا الحذر في النهج يعكس رغبة الاحتياطي الفيدرالي في تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، سواء من حيث التأثير السلبي على سوق العمل أو تأخير تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
إشارات تباطؤ سوق العمل طفيفة وتحت السيطرة
تناول باول حالة سوق العمل، مشيرًا إلى أنه يشهد تباطؤًا تدريجيًا ومنظمًا، حيث انخفضت معدلات التوظيف الجديدة. ومع ذلك، أكد أن سوق العمل لا يزال في وضع صحي ولا توجد مخاوف كبيرة بشأن احتمالية تدهوره. واعتبر أن هذا التباطؤ التدريجي في سوق العمل يتماشى مع الجهود الرامية إلى خفض التضخم دون الإضرار بالنشاط الاقتصادي العام.
كما أشار إلى أن معدلات الأجور أصبحت أكثر استدامة مما كانت عليه، ما يدل على أن سوق العمل يمضي في الاتجاه الصحيح لتحقيق التوازن المطلوب بين العرض والطلب. وبالنظر إلى البيانات الحالية، يرى باول أن سوق العمل لا يزال عاملًا إيجابيًا يدعم الاقتصاد الأمريكي.
نظرة إيجابية لأداء الاقتصاد العام مع وجود التحديات
وصف باول الاقتصاد الأمريكي بأنه في وضع جيد للغاية، حيث أظهر النمو الاقتصادي أداءً أقوى من المتوقع. وأكد أن معدلات البطالة انخفضت إلى مستويات مشجعة، مما يعكس قوة الاقتصاد واستجابته للسياسات النقدية المتبعة.
وأشار إلى أن التضخم في قطاع السلع قد عاد إلى مستوياته الطبيعية، بينما يتراجع التضخم في قطاع الإسكان بوتيرة ثابتة. وأوضح أن هذه المؤشرات الإيجابية تؤكد صحة النهج الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي لتحقيق استقرار الأسعار والنمو المستدام.
مع ذلك، اعترف باول بوجود بعض المخاطر المرتبطة بالتضخم، حيث أشار إلى أن تقدم خفض التضخم أبطأ مما كان متوقعًا. إلا أنه أعرب عن ثقته في قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق أهدافه المزدوجة المتمثلة في استقرار الأسعار وتحقيق أقصى قدر من التوظيف.
النهج المستقبلي: حذر في اتخاذ القرارات
أوضح باول أن الاحتياطي الفيدرالي أقرب الآن إلى المعدل الحيادي، ولكنه يظل ملتزمًا بسياسة نقدية مقيدة لضمان استقرار الاقتصاد. وأكد أن أي قرارات مستقبلية بشأن تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة ستعتمد بشكل أساسي على البيانات الاقتصادية الواردة، خاصة فيما يتعلق بمعدلات التضخم وأداء سوق العمل.
وشدد على أن الاحتياطي الفيدرالي يعتزم التحرك بحذر في المرحلة المقبلة، حيث أن القرارات المتسرعة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي. وأكد أن هذا النهج الحذر يعكس الحاجة إلى تحقيق توازن دقيق بين دعم النشاط الاقتصادي والحفاظ على استقرار الأسعار.
موقف الفيدرالي الأمريكي من البيتكوين
فيما يتعلق بتداول البيتكوين، نفى باول أي نية للاحتياطي الفيدرالي لامتلاك هذه العملة الرقمية أو المشاركة في إنشاء “احتياطي استراتيجي للبيتكوين”. وأوضح أن هذا النوع من السياسات يتطلب تشريعات جديدة من الكونغرس، وهو ما لا يسعى إليه الاحتياطي الفيدرالي في الوقت الحالي.
في النهاية باختصار، أعرب باول عن ثقته في أن الاقتصاد الأمريكي في وضع جيد، والسياسة النقدية تسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف المزدوجة للاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، أكد أن المرحلة المقبلة ستتطلب حذرًا أكبر في اتخاذ القرارات لضمان تحقيق الاستقرار والنمو المستدام
اقرأ أيضا…
تعليق واحد