مؤشر داو جونز يسجل أسوأ خسارة منذ 1974 مع هبوطه 1,100 نقطة

سجل مؤشر داو جونز الصناعي يوم الأربعاء أسوأ خسارة يومية منذ أغسطس، متراجعًا بـ 1,123.03 نقطة أو 2.58% ليغلق عند 42,326.87 نقطة.
هذا الانخفاض يمثل عاشر يوم خسائر متتالية، وهي أطول سلسلة خسائر للمؤشر منذ عام 1974، حين استمر في الهبوط لمدة 11 يومًا متتالية. كما أنهى مؤشر S&P 500 الجلسة بخسارة 2.95% ليغلق عند 5,872.16 نقطة، بينما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3.56% ليصل إلى 19,392.69 نقطة، مع تصاعد الخسائر مع إغلاق الأسواق.
سياسة الفيدرالي تثير القلق
خفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، كما كان متوقعًا. لكن إعلان الفيدرالي عن توقعاته خيب آمال المستثمرين؛ حيث أشار إلى أنه سيقوم بخفضين فقط لأسعار الفائدة في عام 2025، مقارنة بأربعة خفضت كانت متوقعة سابقًا.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أوضح أن قرارات خفض الفائدة السابقة توفر للبنك المركزي مجالًا أكبر للحذر عند اتخاذ المزيد من التعديلات. تصريحاته جاءت لتؤكد أن دورة الخفض هذه ستكون أقل حدة مما كان متوقعًا، مما أثار قلق الأسواق وأدى إلى ارتفاع عائدات السندات.
تأثير مباشر على السوق
قبل إعلان الفيدرالي، كان المستثمرون يأملون في أن يتبع البنك المركزي نهجًا أكثر قوة في خفض أسعار الفائدة خلال 2025، مما يعزز من السوق الصاعدة. لكن بعد الإعلان، قفزت عائدات السندات لعشر سنوات إلى أكثر من 4.50%، مما ضغط على أسعار الأسهم.
رئيس شركة DoubleLine Capital، جيفري غندلاخ، قال في مقابلة مع CNBC: “الأصول عالية المخاطر والأسواق ذات التقييم المرتفع لا تحب فكرة تقليص احتمالية خفض أسعار الفائدة بشكل كبير. ما استخلصته من المؤتمر الصحفي هو أن هناك دورة خفض متواضعة فقط، والأسواق تتماشى مع هذا النهج.”
خسائر واسعة لمؤشرات الأسهم الأمريكية
بدأت سلسلة الخسائر لمؤشر داو جونز في اليوم التالي لإغلاقه فوق مستوى 45,000 نقطة للمرة الأولى في 4 ديسمبر. وخلال هذه الفترة، خسر المؤشر 6% من قيمته الإجمالية.
تأثرت السوق عمومًا بانتقال المستثمرين من الأسهم التقليدية إلى أسهم التكنولوجيا، وهو قطاع يملك وزنًا أقل في مؤشر داو مقارنة بالمؤشرات الأوسع مثل S&P 500. ومع ذلك، يوم الأربعاء، تعرضت جميع القطاعات لضغوط، حيث كانت خسائر مؤشر S&P 500 هي الأسوأ منذ أغسطس، مما قلص مكاسبه لعام 2024 إلى 23%.
وعلق ديفيد راسل، رئيس استراتيجية السوق العالمية في TradeStation، قائلًا: “لا مزيد من الدعم السهل من الفيدرالي. مع التوقعات الحالية التي تشير إلى تضخم أعلى وبطالة أقل في 2024، ليس هناك سبب يدعو البنك المركزي لاتخاذ موقف مرن.” وأضاف: “الفترة السهلة قد انتهت، حيث لم تعد أسعار الفائدة تقيد الاقتصاد بوضوح. الآن هو الوقت المنطقي للتوقف عن اتخاذ خطوات جديدة.”
هذا التحول في السياسة النقدية يعكس تحولًا أوسع في السوق، حيث أصبحت المخاطر أعلى مع توقعات غير مؤكدة بشأن المستقبل الاقتصادي وأسعار الفائدة. ومع استمرار الضغوط، تظل عيون المستثمرين متجهة إلى الاحتياطي الفيدرالي وتأثير قراراته القادمة على الأسواق المالية.
اقرأ أيضا…
2 تعليقات