تراجع البيتكوين مجددا وسط آمال بتجدد الزخم الصعودي
شهدت عملة البيتكوين انخفاضًا جديدًا يوم الإثنين، مع استمرار صعوبة الحفاظ على الزخم منذ أن تخطت حاجز الـ 100,000 دولار لأول مرة الأسبوع الماضي. ورغم هذا التراجع، يظل المتفائلون في السوق يأملون في أن تعود العملة إلى مسار الصعود قريبًا.
انخفضت البيتكوين بنسبة 1.3% لتصل إلى 98,585 دولار، متراجعة بأكثر من 5% عن أعلى مستوى قياسي لها البالغ 103,853 دولار.
تراجع أسهم الشركات المرتبطة بالعملات الرقمية
لم تكن البيتكوين الوحيدة التي شهدت انخفاضًا؛ حيث تأثرت أيضًا أسهم الشركات المرتبطة بالعملات الرقمية يوم الإثنين. تراجعت أسهم شركة MicroStrategy، التي قامت مؤخرًا ببيع أسهم وسندات قابلة للتحويل لتمويل مشتريات ضخمة من البيتكوين، بنسبة 3% في السوق قبل الافتتاح. كما انخفضت أسهم منصة التداول Robinhood Markets بنسبة 1%، بينما تراجعت أسهم بورصة العملات الرقمية Coinbase Global بنسبة 2.4%.
وحققت البيتكوين مكاسب كبيرة منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ووصلت لأول مرة إلى ستة أرقام في الرابع من ديسمبر، بعد إعلان ترامب عن تعيين بول أتكينز، المعروف بدعمه للعملات الرقمية، كرئيس للجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC).
شركة MicroStrategy تضيف المزيد من البيتكوين إلى محفظتها
في الأسبوع الذي انتهى في 8 ديسمبر، قامت شركة MicroStrategy، المعروفة بتطوير البرمجيات واستثماراتها الكبيرة في البيتكوين، بشراء 21,550 وحدة من البيتكوين إضافية.
تم شراء البيتكوين بسعر متوسط بلغ 98,783 دولارًا لكل وحدة، ليصل الإجمالي إلى حوالي 2.1 مليار دولار، وفقًا لتقرير تنظيمي صادر يوم الاثنين. تم تمويل عملية الشراء عن طريق بيع حوالي 2.13 مليار دولار من الأسهم خلال نفس الفترة. بعد هذه الصفقة، تبقى لدى الشركة 9.19 مليار دولار من مبيعات الأسهم الحالية، والتي كانت جزءًا من تسهيل بيع الأسهم في السوق.
بإجمالي 423,650 وحدة من البيتكوين، تصل قيمة محفظة الشركة إلى حوالي 42 مليار دولار، بناءً على الأسعار الحالية. تملك MicroStrategy الآن أكثر من 2% من إجمالي البيتكوين المتاح على مستوى العالم، والذي لا يتجاوز 21 مليون وحدة، مما يعكس حجم الاستثمار الكبير الذي قامت به الشركة في هذا الأصل الرقمي.
حدثت عمليات الشراء في وقت حساس حيث تجاوز سعر البيتكوين 100,000 دولار لأول مرة في تاريخه الأسبوع الماضي، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل ملحوظ مع تزايد النشاط الاستثماري في السوق الأمريكي. في الوقت نفسه، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) الخاصة بالبيتكوين في الولايات المتحدة تدفقًا كبيرًا، حيث جمعت 2.73 مليار دولار من الأموال الجديدة، وفقًا للبيانات التي جمعتها Farside Investors.
شهدت أسهم MicroStrategy تراجعًا بنسبة 1% لتصل إلى 395 دولارًا في التداولات قبل الافتتاح، بالتوازي مع انخفاض طفيف في أسعار البيتكوين التي تراجعت إلى 99,000 دولار.
تدفقات ضخمة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين
شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين (ETFs) التي تتبع سعر البيتكوين في السوق، تدفقات ضخمة بلغت نحو 10 مليار دولار منذ فوز مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية. جاء هذا التوجه في ظل تدفق كبير من المستثمرين إلى قطاع العملات الرقمية بعد ظهور نتائج الانتخابات.
ووفقًا لتقرير بلومبرج، جذبت 12 صندوقًا متداولًا للبيتكوين من مديري الأصول الرئيسيين مثل BlackRock وFidelity Investments، نحو 9.9 مليار دولار من التدفقات الصافية بعد يوم الانتخابات في 5 نوفمبر، مما رفع إجمالي أصول هذه الصناديق إلى حوالي 113 مليار دولار.
ووفقًا لبيانات SoSoValue، بلغ إجمالي الأصول الصافية لهذه الصناديق 112.7 مليار دولار، ما يعادل حوالي 5.62% من إجمالي القيمة السوقية للبيتكوين. وقد جاءت هذه التدفقات وسط انتعاش كبير في سوق العملات الرقمية، الذي شهد ارتفاعًا في سعر البيتكوين ليصل إلى أكثر من 100,000 دولار قبل أن يعاود الهبوط إلى حوالي 98,000 دولار.
السلفادور تخطط لتخفيف متطلبات قبول البيتكوين في الشركات
تخطط السلفادور لتخفيف قانون يُجبر الشركات المحلية على قبول البيتكوين كوسيلة للدفع، وذلك بهدف تأمين قروض تزيد عن 3 مليارات دولار، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز التي استندت إلى مصادر مجهولة.
ومن خلال التحول إلى سياسة تجعل قبول البيتكوين اختياريًا بالنسبة للشركات، يمكن للسلفادور إغلاق صفقة مع صندوق النقد الدولي بقيمة 1.3 مليار دولار. هذا الاتفاق سيفتح الطريق أيضًا للحصول على قرضين آخرين: الأول بقيمة 1 مليار دولار من البنك الدولي، والثاني بقيمة 1 مليار دولار من البنك الأمريكي للتنمية، بحسب التقرير الصادر يوم الإثنين.
لا يعد هذا التحول مفاجئًا للبعض، فقد كرر صندوق النقد الدولي في أكتوبر الماضي توصيته بأن تقوم السلفادور بتقليص نطاق طموحاتها فيما يتعلق بالبيتكوين والتشريعات المصاحبة له. وعندما دخلت تشريعات البيتكوين حيز التنفيذ في 2021، أصبحت السلفادور أول دولة تعتمد العملة الرقمية كوسيلة دفع قانونية.
وكان صندوق النقد الدولي قد عارض هذا التبني للعملة الرقمية، مشيرًا إلى المخاطر التي قد تتعرض لها الاستقرار المالي والنزاهة الاقتصادية، مطالبًا الرئيس نايب بوكيلي بالتوقف عن قبول البيتكوين كعملة قانونية.
وفي أغسطس الماضي، اعترف الرئيس بوكيلي، الذي كان داعمًا رئيسيًا لمشروع تحويل البيتكوين إلى عملة قانونية، بأن التجربة الاقتصادية التي قامت بها السلفادور قد أثمرت عن نتائج مختلطة. وأضاف أن البيتكوين لم يلقَ قبولًا واسعًا على المستوى المحلي.
وبحلول مايو 2024، كانت السلفادور تمتلك 5,750 بيتكوين، وهي الآن تقدر بنحو 570 مليون دولار أمريكي.
توقعات مستقبلية داعمة للعملة الرقمية
مع اختيار ترامب رئيسًا جديدًا للجنة الأوراق المالية والبورصات، ينتظر المتداولون محفزات جديدة قد تدفع الأسعار لمستويات أعلى.
سوزان جوزيف، المديرة التنفيذية للتكنولوجيا المالية في جامعة كورنيل، صرّحت الأسبوع الماضي بأن هناك عاملين رئيسيين قد يدعمان صعود البيتكوين في عام 2025:
- صناديق التداول في البورصة (ETFs): حيث يمكن أن تجذب هذه الصناديق المستثمرين المؤسسيين.
- اعتماد العملات الرقمية كاحتياطي وطني: وهو احتمال قد يتبناه ترامب خلال فترته الرئاسية.
وأضافت جوزيف: “هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن السعر سيستمر في الارتفاع. هناك ضغوط متعددة تدفع السعر حاليًا، تتراوح بين العوامل السياسية والتقنية.”
اقرأ أيضا…