أسعار الذهب ترتفع وسط توقعات خفض الفائدة وعودة الصين للشراء
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين، مستفيدة من استئناف البنك المركزي الصيني لشراء الذهب بعد توقف دام ستة أشهر، بالإضافة إلى التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 2,655.81 دولار للأوقية بحلول الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش، بينما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكية بنسبة 0.7% لتصل إلى 2,678.20 دولار للأوقية.
توقعات خفض الفائدة الأمريكية تدعم اسعار الذهب
مع تصاعد التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المقبل، ازداد الإقبال على الذهب كملاذ آمن. ويُظهر مؤشر FedWatch التابع لمجموعة CME احتمالية بنسبة 87% لخفض أسعار الفائدة، مقارنة بـ 61.6% في الأسبوع الماضي، مما يدعم أسعار المعدن النفيس. الذهب، كأصل خالٍ من العوائد، يحقق أداءً قويًا في بيئة ذات أسعار فائدة منخفضة.
ومن المتوقع أن يصدر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الأخير قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، وتشير توقعات خبراء الاقتصاد في وول ستريت إلى ارتفاع التضخم السنوي بنسبة 2.7% في نوفمبر، مقارنة بـ 2.6% في أكتوبر. وعلى أساس شهري، من المتوقع أن ترتفع الأسعار بنسبة 0.3%، وهو أعلى من الزيادة الشهرية البالغة 0.2% التي سجلت في سبتمبر.
ومتوقع أن المؤشر الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة، أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعا بنسبة 3.3% سنويا في نوفمبر، وهو نفس المستوى المسجل خلال الأشهر الأربعة الماضية. أما على المستوى الشهري، فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار الأساسية بنسبة 0.3%، بما يتماشى مع الزيادة المسجلة في أكتوبر.
ووفقا لفريق الاقتصاد في “ويلز فارجو”، بقيادة جاي بريسون، فإن الزخم الانكماشي الذي شهدته الأشهر السابقة يتلاشى تدريجيا، مما يشير إلى صعوبات متزايدة في تحقيق هدف الاحتياطي الفيدرالي بخفض التضخم إلى 2%. وأوضح الفريق في مذكرة أسبوعية: “إن العوامل الجديدة، مثل احتمالية فرض تعريفات جمركية وتخفيضات ضريبية، قد تشكل رياحًا معاكسة تجعل الوصول إلى هدف التضخم أكثر تعقيدًا.”
البنك المركزي الصيني يستأنف شراء الذهب
استأنف البنك المركزي الصيني في نوفمبر الماضي تعزيز احتياطياته من الذهب، وذلك بعد توقف دام ستة أشهر، في أعقاب ارتفاع أسعار المعدن الثمين إلى مستويات قياسية.
وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة يوم السبت، زادت حيازات البنك من الذهب بمقدار 160,000 أونصة خلال الشهر الماضي، ليصل إجمالي الاحتياطي إلى 72.96 مليون أونصة تروي دقيقة. يُذكر أن البنك كان قد رفع احتياطياته بشكل متواصل على مدى 18 شهرًا حتى أبريل من هذا العام، مما ساهم في دعم قوة أسعار الذهب خلال تلك الفترة.
يعكس استئناف عمليات الشراء رغبة البنك المركزي الصيني في تنويع احتياطياته وحماية الاقتصاد من تقلبات قيمة العملة، على الرغم من التكلفة المرتفعة لأسعار الذهب حاليًا. هذه الخطوة تعزز استراتيجية الصين في تعزيز الاستقرار المالي وسط ظروف اقتصادية عالمية متقلبة.
يؤكد هذا التحرك استمرار الذهب كملاذ آمن ومكون رئيسي في سياسات الاحتياطي للبنوك المركزية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الأسواق العالمي
الاضطرابات جيوسياسية تدفع الطلب على الذهب كملاذ آمن
شهد الذهب ارتفاعًا في الطلب كملاذ آمن بعد التطورات الجيوسياسية في سوريا وكوريا الجنوبية. كان الاستحواذ على المعدن الأصفر مدفوعًا بشكل رئيسي بتزايد المخاوف بشأن الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية.
حيث تصاعدت حدة الأحداث في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا. أثار هذا التحول المفاجئ تساؤلات الأسواق حول تداعيات هذا التغيير بعد سنوات من الحرب الأهلية.
يذكر أن القوات المتمردة حظيت بدعم جزئي من تركيا، ولها روابط بالطائفة السنية، ما يضعها في مواجهة مباشرة مع إيران، كما أفادت تقارير بأن إسرائيل دخلت الأراضي السورية، مما زاد من تعقيد الوضع الإقليمي.
وفي كوريا الجنوبية، تصاعدت أزمة القيادة بعد أن وجه المدعون العامون اتهامات للرئيس يون سوك يول في تحقيق جنائي يتعلق بمحاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية الأسبوع الماضي. ورغم نجاته من تصويت برلماني لعزله، فإن رئيس حزبه أكد أن الرئيس سيُستبعد من المشهد السياسي في النهاية.
هذه التطورات الجيوسياسية أضافت المزيد من الزخم لأسعار الذهب، حيث يُعتبر المعدن النفيس ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار، وساهمت هذه النقاط الساخنة في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، كانت المكاسب محدودة بسبب قوة الدولار، الذي حافظ على قوته قبل صدور بيانات التضخم الرئيسية هذا الأسبوع.
الذهب في عام 2024
يُتوقع أن يسجل الذهب أفضل أداء سنوي له منذ عام 2010، بعد أن ارتفع بأكثر من 28% منذ بداية العام. ويعود هذا الأداء القوي إلى عوامل متعددة، أبرزها الطلب القوي من البنوك المركزية، والسياسات النقدية التيسيرية، والتوترات الجيوسياسية التي دفعت بأسعار الذهب إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة هذا العام.
لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد ارتفاعًا؛ حيث سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 2.2% لتصل إلى 31.65 دولار للأوقية. كما ارتفع البلاتين بنسبة 1.8% ليصل إلى 946.35 دولار، وقفز البلاديوم بنسبة 2.7% ليصل إلى 981.83 دولار للأوقية.
هذا الأسبوع، يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية، حيث سيتم نشر مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء يليه مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس. هذه البيانات ستكون محورية في تحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة، وبالتالي تأثيرها على أداء الذهب والمعادن الأخرى.
اقرأ أبضا…