أسعار النفط تنخفض مع استمرار التوقعات بوجود فائض في المعروض لعام 2025
انخفضت أسعار النفط بنسبة 1% يوم الجمعة، متجهة نحو تسجيل خسارة أسبوعية، حيث استمر المحللون في توقع فائض في الإمدادات بحلول عام 2025، على الرغم من قرار تحالف أوبك+ تأجيل زيادات الإمدادات المخطط لها وتمديد تخفيضات الإنتاج العميقة حتى نهاية 2026.
تراجعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 72 سنتًا، أو ما يعادل 1%، لتصل إلى 71.37 دولارًا للبرميل وقت كتابة هذا التقرير. كما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 72 سنتًا، أو 1.05%، لتصل إلى 67.58 دولار للبرميل.
وعلى الصعيد الأسبوعي، كان خام برنت يتجه لتسجيل انخفاض بنسبة 2.07%، بينما خام غرب تكساس الوسيط كان في طريقه لتسجيل انخفاض بنسبة 0.62%.
تأثير قرارات أوبك+
صرح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك: “تراجع أسعار النفط لليوم الثالث يعكس ما كان يمكن أن يحدث لو قرر تحالف أوبك+ المضي قدمًا في زيادة الإنتاج”.
أعلن تحالف أوبك+ يوم الخميس تأجيل بدء زيادات الإنتاج بثلاثة أشهر حتى أبريل، مع تمديد الجدول الزمني لإلغاء التخفيضات بالكامل لمدة عام إضافي حتى نهاية 2026.
وكان من المقرر أن يبدأ التحالف، الذي يمثل نحو نصف الإنتاج العالمي من النفط، في تخفيف التخفيضات اعتبارًا من أكتوبر 2024. لكن تباطؤ الطلب العالمي، خاصة في الصين، وزيادة الإنتاج من مصادر أخرى أجبرت المجموعة على تأجيل هذه الخطط عدة مرات.
تأجيل الخطة وانعكاساتها
علق محللو بنك HSBC قائلين: “تأجيل آخر، يترك السوق متوازنًا العام المقبل. وبينما يعزز قرار أوبك+ الأسس قصيرة المدى، فإنه قد يُفهم كإقرار ضمني بضعف الطلب”.
تراجعت الأسعار يوم الجمعة تحت ضغط استمرار المحللين في توقع فائض في المعروض العام المقبل، رغم تقليص بعضهم لحجم هذا الفائض.
تتوقع بنك أوف أمريكا أن يؤدي الفائض المتزايد إلى انخفاض متوسط سعر خام برنت إلى 65 دولارًا للبرميل في 2025، مع توقع عودة نمو الطلب على النفط إلى مليون برميل يوميًا العام المقبل.
وفي المقابل، يتوقع HSBC الآن فائضًا أصغر في سوق النفط بمقدار 0.2 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ 0.5 مليون برميل يوميًا سابقًا.
ارتفاع مخزونات منتجات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي
شهدت مخزونات منتجات النفط في ميناء الفجيرة بالإمارات زيادة بنسبة تقارب 23% خلال الأسبوع المنتهي في 2 ديسمبر، مما يعكس انتعاشًا من أدنى مستوى تاريخي تم تسجيله في الأسبوع السابق، وفقًا لبيانات منطقة صناعة النفط في الفجيرة (FOIZ) المنشورة في 4 ديسمبر.
وارتفعت المخزونات الإجمالية إلى 17.487 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ 16 سبتمبر، وفقًا للبيانات التي جمعتها S&P Global Commodity Insights منذ عام 2017.
كان الانتعاش مدفوعًا بزيادة بنسبة 37% في الديستيلات الثقيلة التي تستخدم كزيوت وقود لتوليد الكهرباء وتشغيل السفن، بعد انخفاضها بنسبة 31% في الأسبوع السابق.
تراجع إنتاج النفط وسط العقوبات في إيران
قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكیان في 2 ديسمبر إن نقص الطاقة في إيران قد وصل إلى مرحلة الأزمة بسبب الانخفاض المستمر في إنتاج النفط وسط العقوبات الأمريكية، مع معاناة البلاد من نقص في الاستثمارات اللازمة لصيانة الآبار والبنية التحتية الأخرى، في الوقت الذي يواصل فيه الطلب المحلي على الوقود الارتفاع.
وأضاف بيزشكیان في مقابلة تلفزيونية: “لقد وصل الاتجاه غير المتوازن منذ عدة إدارات سابقة إلى أزمة. اليوم لا يمكننا حتى ضخ الغاز في آبار النفط لاستخراج النفط.”
وأشار بيزشكیان إلى وجود اختلالات كبيرة في الإنتاج مقابل الاستهلاك بما في ذلك الغاز والكهرباء والمياه، قائلاً: “نواجه اختلالات مالية أيضًا، وكلها على مستوى قد يتحول إلى أزمة”.
تراجع الإنتاج بسبب العقوبات
في ضوء الوضع الراهن، يهدف وزير النفط الإيراني، محسن باك نيجاد، إلى زيادة الإنتاج وتعزيز معدل استرداد النفط، وفقًا لتقرير نشرته الوزارة في أغسطس وسبتمبر.
وأشار التقرير إلى انخفاض إنتاج النفط الخام بمقدار 426,000 برميل يوميًا منذ عام 2018 بسبب العقوبات الأمريكية على صناعة النفط الإيرانية.
وتابع التقرير أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن إنتاج النفط في إيران سينخفض بشكل حاد إلى 2.75 مليون برميل يوميًا خلال أربع سنوات، مما سيؤثر على قدرة البلاد على توليد الدخل من صادرات النفط وهو ما حد من انخفاضات أسعار النفط.
اقرأ أيضا…