الذهب في طريقه لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية مع تركيز المستثمرين على تقرير الوظائف الأمريكي
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا اليوم الجمعة، لكنها تتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية ثانية على التوالي، مع ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة التي قد تحدد مسار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 2,637.49 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% لتصل إلى 2,659.00 دولار. ومع ذلك، سجل الذهب خسارة أسبوعية تقارب 0.5% حتى الآن، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 26 نوفمبر في وقت سابق من الجلسة.
وقال كارستن مينك، محلل في Julius Baer: “المزاج العام بين المتداولين على المدى القصير وفي السوق الفنية للذهب أصبح أقل تفاؤلًا، ونجد صعوبة في رؤية محفز يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في المعنويات على المدى القصير.”
وأضاف أن التحركات الحالية للأسعار تعكس التقلبات المعتادة، بينما الاتجاه الأسبوعي يعبر عن مرحلة من التماسك.
ترقب بيانات الوظائف وتأثيرها
ينتظر المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش، والذي يُتوقع أن يظهر إضافة 200 ألف وظيفة في نوفمبر، مقارنة بإضافة 12 ألف وظيفة فقط في أكتوبر.
وكان قد أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الأربعاء، إلى أن الاقتصاد الأمريكي أقوى مما كان متوقعًا في سبتمبر، مما يدعو إلى اتخاذ موقف أكثر حذرًا بشأن خفض أسعار الفائدة.
وشهد هذا العام تخفيضين في أسعار الفائدة الأمريكية، ويتوقع المتداولون بنسبة 68% خفضًا إضافيًا بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الفيدرالي في 17-18 ديسمبر، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME. تجدر الإشارة إلى أن انخفاض أسعار الفائدة يعزز جاذبية الذهب كأصل استثماري.
خروج الاستثمارات من صناديق الذهب
شهدت أسواق الذهب العالمية تدفقات خارجة لأول مرة منذ ستة أشهر، مدفوعة بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتركيزه على سياسات “أمريكا أولًا”، التي تدعم الاقتصاد الأمريكي والدولار الأقوى. ومع ذلك، أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي (WGC) أن المستثمرين في أمريكا الشمالية استمروا في شراء صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب خلال الشهر الماضي.
وأشار التقرير الشهري لتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة من مجلس الذهب العالمي إلى أن السوق العالمية للذهب شهدت تصفية كبيرة، حيث خرجت 28.6 طنًا من الذهب، بما يعادل 2.1 مليار دولار، من سوق صناديق المؤشرات المتداولة في نوفمبر.
تأثير السوق الأوروبية على الاستثمار في الذهب
أشارت التقارير إلى أن أوروبا كانت المنطقة الأكثر تأثرًا بالخسائر العالمية، حيث شهدت الصناديق المدرجة في الأسواق الأوروبية تدفقات خارجة بلغت 26.3 طنًا، بقيمة 1.9 مليار دولار. وكان هذا هو الشهر الأول لتسجيل تدفقات خارجة في المنطقة منذ أبريل.
حيث يستمر اليورو والجنيه الاسترليني في مواجهة ضعف بسبب البيانات الاقتصادية الضعيفة، بالإضافة إلى وصول الدولار إلى أعلى مستوى له منذ بداية العام. كما أن هذا الاتجاه، الذي لوحظ في الأشهر السابقة، ساهم في تدفقات خارجة تتعلق بمنتجات التحوط من تقلبات العملات.”
أيضا التضخم المستمر قد خلق حالة من عدم اليقين بشأن سياسة البنك المركزي الأوروبي، خاصةً في ما يتعلق بدورة التيسير الحالية.
استقرار السوق في أمريكا الشمالية
في المقابل، كانت السوق الأمريكية الشمالية هي الوحيدة التي أظهرت قوة في سوق الذهب الشهر الماضي، حيث شهدت صناديق المؤشرات المتداولة تدفقات داخلة بلغ مجموعها 0.8 طن، بقيمة 79 مليون دولار.
حيث رغم اتخاذ مواقف مخاطرة عالية بعد نتائج الانتخابات الأمريكية، مما ضغط على أسعار الذهب، فإن المنطقة سجلت تدفقات داخلة بسبب زيادة الطلب الكندي بشكل رئيسي.
والولايات المتحدة شهدت تدفقات خارجة في النصف الأول من الشهر لكنها شهدت انتعاشًا في التدفقات الداخلية مع نهاية الشهر بعد أن بدأ السوق في تسعير ضعف الدولار والعوائد المنخفضة عقب ترشيح سكوت بيسنت وزيرًا للخزانة الأمريكية.
صناديق الذهب المُدرجة في آسيا تشهد انسحاب المستثمرين
تسبب الانخفاض الحاد في الذهب في بداية الشهر بعد الانتخابات الأمريكية في تأثر المستثمرين الآسيويين أيضًا. أفاد تقرير مجلس الذهب العالمي أن الصناديق المدرجة في الأسواق الآسيوية شهدت تدفقات خارجة بلغت 2.2 طن، بقيمة 145 مليون دولار. وهذا التحول في السوق أنهى 20 شهرًا متتاليًا من التدفقات الداخلة.
وأشار المحللون إلى أن الصين كانت هي المصدر الرئيسي لهذه التدفقات الخارجة بسبب انخفاض سعر الذهب المحلي، مما قلل من اهتمام المستثمرين. وأضافوا أن السوق المالية، على الرغم من تقلباتها، استمرت في صرف الانتباه عن الذهب.
في المقابل، شهدت الأسواق الهندية تدفقات داخلة نتيجة لنمو التفاؤل بين المستهلكين.
التوقعات المستقبلية واستقرار السوق
رغم التقلبات الكبيرة في سوق الذهب في الأسابيع الأخيرة، نرى إشارات على استقرار السوق. فقد تمكن السوق مؤخرا من الحفاظ على الدعم الحاسم حول مستوى 2,600 دولار للأونصة.
وقال المحللون: “نعتقد أن الطلب قد وصل إلى مستوى دعم ثابت نتيجة للتوقعات بانخفاض العوائد، إضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المرتفعة، وعدم اليقين حول تنفيذ التغييرات السياسية المستقبلية وتأثيرها العالمي تحت إدارة ترامب.”
أداء المعادن الأخرى
- الفضة: تراجعت بنسبة 0.5% لتصل إلى 31.19 دولار للأونصة، لكنها سجلت مكاسب تزيد عن 2% خلال الأسبوع.
- البلاتين: انخفض بنسبة 0.2% ليصل إلى 936.25 دولار، متجهًا نحو ثاني خسارة أسبوعية متتالية.
- البلاديوم: ارتفع بنسبة 0.8% ليصل إلى 970.32 دولار، لكنه لا يزال يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية ثانية.
اقرأ أيضا…