أسعار النفط تترقب اجتماع أوبك+ مع توقعات بمزيد من الانخفاض في عهد ترامب

تعيش أسعار النفط حالة من التذبذب في ظل ترقب الأسواق لاجتماع تحالف أوبك+ المقرر يوم الخميس، والذي يُتوقع أن يشهد قرارا بتأجيل زيادة الإنتاج في سوق يعاني من وفرة في الإمدادات بالفعل.
تداول خام برنت عند مستوى يفوق 72 دولار للبرميل بعد تراجعه بنسبة تقارب 2% يوم الأربعاء. ويبدو أن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها يميلون إلى تأجيل زيادة الإمدادات لتجنب حدوث فائض في السوق خلال عام 2025.
خلفية إجتماع أوبك+ وتأثيراته
يمثل هذا الاجتماع أحد أبرز الأحداث في سوق النفط لعام 2024. ففي حال قررت أوبك+ تأجيل زيادة الإنتاج، فسيأتي ذلك في ظل توقعات من وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن السوق سيشهد فائضًا بالإمدادات العام المقبل بغض النظر عن القرار.
وقد أظهرت بيانات يوم الأربعاء أن إنتاج النفط الأمريكي بلغ مستوى قياسيًا جديدًا يتجاوز 13.5 مليون برميل يوميًا، بينما وصلت صادرات الوقود المكرر إلى ثاني أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وأشار خورخي ليون، نائب الرئيس الأول في شركة “رايستاد إنرجي”، إلى أنه يتوقع تمديد التخفيضات لمدة ثلاثة أشهر. وأضاف: “سيتخذون قرارًا في مارس بعد تقييم تأثير إدارة الرئيس ترامب المحتملة على إيران وفنزويلا.”
ومنذ منتصف أكتوبر، تعيش أسعار النفط ضمن نطاق ضيق مع انخفاض التقلبات. وقد تأثرت الأسعار بعوامل متباينة، مثل ضعف الطلب الصيني، واحتمالات عودة دونالد ترامب للرئاسة، مما قد يعزز الإنتاج المحلي الأمريكي ولكنه قد يؤدي إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران وفنزويلا.
تأجيل محتمل لزيادة إنتاج النفط
أفاد مصدر في أوبك+ لوكالة “رويترز” أن التحالف يعتزم تأجيل خطته لزيادة إنتاج النفط، التي كانت مقررة في يناير، وذلك خلال اجتماع عبر الإنترنت يوم الخميس. ويهدف القرار إلى تقديم دعم إضافي للسوق وسط تباطؤ الطلب العالمي وزيادة الإنتاج خارج التحالف، مما يشكل تحديات أمام تنفيذ الخطة الأصلية.
وأكدت عدة مصادر داخل أوبك+ أن تمديد تخفيضات الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر هو السيناريو الأكثر ترجيحًا، مع احتمالية لفترة أطول، على الرغم من أن جميع المصادر رفضت الكشف عن أسمائها.
نظرة مستقبلية على أسعار النفط
بينما تظل العوامل السياسية والاقتصادية تفرض نفسها بقوة على السوق، يبدو أن أوبك+ تعطي الأولوية لتحقيق توازن مستدام بين العرض والطلب. ويشير تمديد التخفيضات المحتمل إلى أن التحالف يستعد للتعامل مع التحديات المستقبلية، مثل تراجع الطلب العالمي وارتفاع الإنتاج الأمريكي.
يبقى السؤال الآن حول ما إذا كان تحالف أوبك+ سيستطيع الحفاظ على استقراره وفعاليته في ظل التحديات المتزايدة. وبالنظر إلى التغيرات المحتملة في السياسة العالمية والاقتصادية في عام 2025، قد يكون السوق أمام منعطف جديد يحمل في طياته فرصًا ومخاطر على حد سواء.