العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ترتفع مع تراجع الدولار بعد سلسلة مكاسب دامت 8 أسابيع
شهدت الأسواق المالية الأمريكية والعالمية تحركات ملحوظة يوم الجمعة، حيث ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، وتراجعت عائدات سندات الخزانة، في حين انخفض الدولار الأمريكي بأكبر خسارة أسبوعية له خلال ثلاثة أشهر. جاءت هذه التحركات مدفوعة بتكهنات بأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يتراجع عن بعض سياساته التجارية الأكثر تطرفًا، مما عزز التفاؤل في الأسواق.
أداء الأسواق الأمريكية
العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 شهدت ارتفاعًا بنسبة 0.3%، مشيرة إلى مكاسب متواضعة في جلسة التداول القصيرة لما بعد عطلة عيد الشكر. هذا الأداء الإيجابي يتوج شهرًا قويًا للأسواق، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 5% في نوفمبر، مسجلاً أفضل أداء شهري له منذ فبراير.
جاءت هذه المكاسب مدفوعة بتدفقات استثمارية ضخمة، حيث أظهرت بيانات EPFR Global أن المستثمرين ضخوا حوالي 141 مليار دولار في الأسهم الأمريكية على مدار أربعة أسابيع، وهي أكبر تدفقات مالية مسجلة على الإطلاق. قادت شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الزخم، حيث ساهمت في ارتفاع نسبته 26% في الأسهم الأمريكية منذ بداية العام.
دور السياسة النقدية والمالية
اختيار ترامب لوزير خزانة متزن أثار تفاؤلًا كبيرًا في الأسواق، حيث زادت الآمال بأن السياسات التجارية، خاصة التعريفات الجمركية، ستكون أكثر اعتدالًا. انعكس ذلك إيجابيًا على الأسهم والسندات الأمريكية، بينما ضعف الدولار بشكل ملحوظ. سجل مؤشر Bloomberg Dollar Spot تراجعًا أسبوعيًا بنسبة 1%، مما أنهى سلسلة مكاسب استمرت ثمانية أسابيع.
المحلل ماكس كيتنر، كبير استراتيجيي الأصول المتعددة في HSBC Holdings Plc، أشار إلى أوجه التشابه بين الوضع الحالي وعام 2019، حيث استمرت الأسواق في الارتفاع رغم التوترات التجارية بفضل تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وهو ما وصفه بأنه “وضع مثالي” للأسواق.
أداء الأسواق العالمية
سجلت الأسواق العالمية استجابات متفاوتة لهذه التحركات. في الولايات المتحدة، انخفضت عائدات سندات الخزانة مع استئناف التداول بعد عطلة عيد الشكر.
أما في أوروبا، فقد استقرت الأسهم بشكل عام، باستثناء قطاع التعدين الذي شهد أداءً قويًا بقيادة شركات مثل Anglo American Plc. ويعزى هذا الأداء إلى التفاؤل بإجراءات تحفيزية إضافية من الصين لدعم اقتصادها.
الاقتصاد الياباني في دائرة الضوء
ارتفع الين الياباني إلى أعلى مستوياته في أكثر من شهر أمام الدولار، متجاوزًا حاجز 150 لفترة قصيرة، قبل أن يتراجع بشكل طفيف. في المقابل، شهد الدولار انخفاضًا أمام معظم العملات الرئيسية، حيث سجل مؤشر قوته أول تراجع أسبوعي منذ شهرين.
حظي الاقتصاد الياباني باهتمام الأسواق بعد صدور بيانات التضخم في طوكيو، التي أظهرت ارتفاع الأسعار بأكثر من المتوقع على أساس العناوين الرئيسية، بينما كانت متوافقة مع التوقعات عند استثناء الغذاء والطاقة. أظهرت أسواق المبادلة احتمالًا يتجاوز 60% بأن يقوم بنك اليابان برفع أسعار الفائدة في اجتماعه القادم.
وفي سياق آخر، أشارت تصريحات لمسؤول بارز في التحالف الحاكم إلى احتمال تأجيل رفع الضرائب في اليابان لدعم زيادة الإنفاق الدفاعي.
في النهاية تراجع الدولار الأمريكي بعد سلسلة من المكاسب القوية منح الأسواق فرصة لتعزيز مكاسبها، بينما تظل التوقعات الإيجابية مدفوعة بتخفيف السياسات التجارية وخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. مع ذلك، لا تزال التحديات الجيوسياسية والاقتصادية قائمة، مما يجعل التطورات المستقبلية في هذه الجوانب عوامل رئيسية في تحديد اتجاه الأسواق.
اقرأ أيضا…