محافظ البنك المركزي الأسترالي: التضخم لا يزال مرتفعا لخفض أسعار الفائدة
أكدت محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي، ميشيل بولوك، أن التضخم في أستراليا لا يزال مرتفعًا للغاية بحيث لا يمكن التفكير في خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. وأوضحت بولوك في خطاب ألقته يوم الخميس في سيدني أن الطريق لا يزال طويلًا قبل أن تعود الأسعار بشكل مستدام إلى النطاق المستهدف.
التضخم الأساسي والعودة المستدامة إلى المستهدف
أشارت بولوك إلى أهمية مصطلح “العودة المستدامة” للتضخم، حيث أكدت ضرورة تجاوز العوامل المؤقتة التي تؤثر على معدل التضخم الرئيسي. وذكرت أن التوقعات تشير إلى عودة مستدامة للتضخم الأساسي إلى النطاق المستهدف بحلول عام 2026، بعدما سجل 3.5% في الربع الأخير.
أكدت بولوك أن موقف السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الأسترالي يختلف عن نظرائه في الدول المتقدمة الأخرى. ففي حين بدأت البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك نيوزيلندا وبنك كوريا الجنوبية في مسارات خفض الفائدة، لا يزال البنك المركزي الأسترالي محافظًا على معدلات فائدة مرتفعة.
وعزت بولوك هذا النهج إلى رغبة البنك في الحفاظ على مكاسب التوظيف وتوجيه الاقتصاد نحو “هبوط ناعم” مع خفض الأسعار تدريجيًا.
توقعات التضخم والبطالة
تظهر التوقعات الأخيرة للبنك أن مؤشر التضخم الأساسي المفضل سيعود إلى النطاق المستهدف بين 2-3% بحلول نهاية 2025، ويصل إلى نقطة الوسط البالغة 2.5% في أواخر 2026. وأشارت المحافظ إلى أن سوق العمل الأسترالي لا يزال مرنًا مع معدل بطالة منخفض عند 4.1%.
من المتوقع أن يُبقي البنك على سعر الفائدة النقدي عند 4.35%، وهو أعلى مستوى له منذ 13 عامًا، في اجتماعه القادم يومي 9 و10 ديسمبر. وتشير توقعات الأسواق إلى بدء خفض الفائدة في مايو 2025، رغم أن العديد من الاقتصاديين يتوقعون أن يبدأ ذلك في فبراير.
التضخم واستجابة البنك
أوضحت بولوك أن البنك لا يرى أن مجرد انخفاض التضخم إلى أقل من 3% كافٍ لاتخاذ قرارات بخفض الفائدة. وأكدت أن الثقة في استقرار الاتجاه النزولي للتضخم ستكون عاملًا حاسمًا في قرارات السياسة المستقبلية.
سلطت بولوك الضوء على التحديات الاقتصادية الناجمة عن النزاعات التجارية المحتملة في ظل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بالإضافة إلى الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا. وأكدت أن البنك مستعد للتعامل مع هذه التحديات والتقلبات الجيوسياسية.
ومع استمرار التضخم الأساسي عند مستويات مرتفعة نسبيًا ومرونة سوق العمل الأسترالي، يبدو أن البنك الاحتياطي الأسترالي سيظل ملتزمًا بموقفه الحذر تجاه السياسة النقدية. ورغم تزايد التوقعات العالمية بخفض الفائدة، فإن أستراليا تسير على مسار مختلف، يركز على تحقيق توازن بين استقرار الأسعار والحفاظ على المكاسب الاقتصادية.
اقرأ أيضا…