أهم 5 أحداث تنتظر الأسواق خلال هذا الأسبوع
شهدت الأسواق المالية تغيرات خلال الأسبوع الماضي بعد بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من المتوقع، مما دفع الأسواق إلى تغيير توقعاتهم بالنسبة لمستقبل التشديد النقدي وأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمر الذي ساعد على تغير النظرة المستقبلية للعديد من الأدوات المالية.
وسنركز على أهم المتغيرات التي تنتظرنا هذا الأسبوع والتي من شأنها أن تؤثر على العديد من الأسواق المالية.
1- محضر اجتماع البنك المركزي الأسترالي: يصدر محضر الاجتماع يوم الثلاثاء حيث من المتوقع أن يوضح المزيد من المعلومات من البنك المركزي الأسترالي الذي قام برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأخير لتصل الفائدة إلى 4.35% وهو أعلى مستوى منذ 12 عام.
البنك المركزي الأسترالي ثبت أسعار الفائدة قبل هذا الاجتماع لأربعة مرات متتالية، ليشير خلال اجتماعه الأخير إلى أن المزيد من التشديد النقدي سيعتمد على البيانات الصادرة، وذكرت ميشيل بولوك رئيسة البنك المركزي الأسترالي أنه من المتوقع أن يبلغ التضخم حوالي 3.5٪ بحلول نهاية العام المقبل وعند الحد الأعلى للنطاق المستهدف (2-3٪) بحلول نهاية عام 2025.
واعتبر التعديل الأخير في السياسة النقدية للبنك بمثابة “تشديد حذر” ويُعتقد أنه جاء بشكل أساسي على خلفية التصريحات الواردة في البيان اللاحق، حيث تم استبدال الجملة التالية من بيان أكتوبر: “قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من تشديد السياسة النقدية”. إلى “ما إذا كان هناك حاجة لمزيد من تشديد السياسة النقدية”. مما يدل أنه قد يكون الارتفاع الأخير في دورة رفع الفائدة.
يذكر أن الدولار الأسترالي وجد دعم في تداوله مقابل الدولار الأمريكي في ظل التراجع الأخير في العملة الأمريكية، ويواجه زوج الأسترالي / دولار مستوى مقاومة هام عند 0.6565 في حالة اختراقه يفتح الباب للمستوى 0.6600.
2- محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي: وسيصدر يوم الثلاثاء على غير المعتاد بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة هذا الأسبوع يوم الخميس القادم. ومن المنتظر أن يكون محضر اجتماع الفيدرالي هو الحدث الرئيسي لهذا الأسبوع في ظل رغبة الأسواق لمعرفة المزيد عن توجهات البنك الفيدرالي خلال الفترة القادمة.
الاجتماع الأخير للفيدرالي شهد تثبيت أسعار الفائدة عند نطاق 5.25% – 5.50% وكرر البنك أم يستمر في سياسة التشديد النقدي ليترك الباب مفتوح أمام المزيد من عمليات رفع الفائدة، ولكنه أشار إلى الحذر في قراراته القادمة في ظل التباطؤ الذي بدأ يظهر في معدلات النمو ولاسيما في قطاع العمالة.
بعد اجتماع البنك صدرت بيانات تقرير الوظائف لتظهر ضعف في أعداد الوظائف خلال أكتوبر بالإضافة إلى ارتفاع في معدل البطالة، ثم صدرت بيانات التضخم لتظهر انخفاض بأقل من التوقعات، الأمر الذي دفع توقعات الأسواق إلى التغير أن الفيدرالي لن يحتاج إلى رفع الفائدة من جديد، وأنه قد حان الوقت لتوقع موعد خفض الفائدة.
مؤشر الدولار انخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% بسبب تغير توقعات الأسواق، هذا بالإضافة إلى انخفاض كبير في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات لتسجل أدنى مستوى منذ شهرين عند 4.381% منخفضة بنسبة 4.6% خلال الأسبوع الماضي.
3- البيانات الاقتصادية الأمريكية: حيث تصدر بيانات طلبات اعانات البطالة الأسبوعية يوم الأربعاء القادم مع توقعات بتسجيل 226 ألف طلب مقارنة مع القراءة السابقة 231 ألف، وكانت قد ارتفعت الأسبوع الماضي بأعلى من المتوقع، مما ساهم في زيادة الضغط السلبي على الدولار.
تصدر أيضاً بيانات طلبات البضائع المعمرة عن الاقتصاد الأمريكي عن شهر أكتوبر مع توقعات بانخفاض بنسبة 3.2% مقارنة مع ارتفاع سابق بنسبة 4.6%، وتصدر يوم الجمعة بيانات مدراء المشتريات عن أداء القطاع الصناعي والمتوقع له الانكماش بقيمة 49.9 من القراءة السابقة 50، بينما أداء قطاع الخدمات متوقع له أن يظهر نمو بقيمة 50.4 من القراءة السابقة 50.6، يذكر ان المستوى 50 هو الحد الفاصل بين النمو والانكماش.
المزيد من البيانات الاقتصادية من شأنها أن تؤثر على تحركات الدولار الأمريكي كون البنك الفيدرالي قد أكد في جميع اجتماعاته تقريباً على اعتماد سياسته النقدية على البيانات الاقتصادية التي تصدر قبل كل اجتماع للبنك، الأمر الذي أكسب البيانات أهمية كبيرة وفي حالة الأداء الإيجابي للبيانات الأمريكية نتوقع تحسن في أداء الدولار مقابل العملات الأخرى والسلع، بينما البيانات الضعيفة من شأنها أن تزيد من الضغط السلبي على أداء الدولار بسبب التوقعات بانتهاء التشديد النقدي.
4- مراقبة أسعار الذهب: حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاع خلال الأسبوع الماضي على حساب تراجع مستويات الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد السندات الحكومية مما ساعد الذهب على الاقتراب من المستوى 2000 دولار للأونصة مسجلاً أعلى مستوى خلال الأسبوع عند 1993 دولار للأونصة.
ولكن الواضح أن الذهب لا يملك القوة الكافي لاختراق هذا المستوى والاستقرار في التداول أعلاه، الأمر الذي يجعل الذهب يتداول هذا الأسبوع عند مستويات حرجة بعض الشيء في ظل عدم وضوح اتجاهه.
الذهب في حاجة إلى حافز قوي لاختراق المستوى 2000 دولار والاستقرار أعلاه، خاصة بعد أن فقد الدعم من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بعد أن صرفت الأسواق النظر عن الاهتمام بالحرب في قطاع غزة في ظل عدم توسع رقعة الحرب كما كانت تشير المخاوف من قبل.
الجدير بالذكر أن الذهب لا يزال في اتجاه صاعد ولكنه في حاجة إلى اختراق المستوى 2000 لتأكيد هذا الاتجاه والوصول لمستهدفات الصعود عند 2050 و 2080 دولار للأونصة.
5- أداء الأسهم الأمريكية: استطاعت الأسهم الأمريكية أن تخطف الأنظار خلال الثلاث أسابيع الماضية التي سجلت خلالهما ارتفاع متتالي دفع مؤشر S&P500 الأكثر شيوعاً لتسجيل أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين مرتفعاً خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.2%.
الأسهم الأمريكية وجدت الدعم من تزايد التوقعات في الأسواق أن الفيدرالي الأمريكي قد انتهى من سلسلة رفع الفائدة ويبدأ التركيز الآن على ميعاد خفض الفائدة، وهو الأمر الذي يعد أمر إيجابي بالنسبة لأسواق الأسهم بالإضافة إلى تراجع الإقبال على أسواق السندات الأمريكية بالسبب المخاوف من تضخم حجم الدين الأمريكي ليلجأ المستثمرين إلى الأسهم خلال هذه المرحلة.
أيضاً تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية ساهم في تحول الاستثمارات إلى أسواق الأسهم مرتفعة المخاطرة مقارنة مع الاستثمارات الأخرى مثل الدولار والسندات الأمريكية، وسنراقب هذا الأسبوع أداء الأسهم بعد محضر اجتماع الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأمريكية لمعرفة هل بإمكانها استمرار الارتفاع أم حان وقت التصحيح.