الذهب العالمي يستمر تحت الضغط السلبي وسط ترقب لمحضر اجتماع الفيدرالي
استمر سعر الذهب العالمي في الهبوط لليوم الثاني على التوالي وسط استمرار عوامل الضغط السلبي على المعدن النفيس، بينما يستمر الترقب في الأسواق لما سيصدر اليوم عن البنك الفيدرالي الأمريكي وتأثيره على أسواق الذهب.
انخفض الذهب العالمي خلال تداولات اليوم ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 2605 دولار للأونصة قبل أن يتداول حالياً عند المستوى 2621 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 3.3% ليفقد جزء كبير من مكاسبه التي سجلها الأسبوع الماضي.
التراجع اليوم في أسعار الذهب جاء بسبب تماسك مستويات الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوياته في عامين مقابل العملات الرئيسية، حيث حصر الدولار على دعم من اعلان دونالد ترامب عن تهديد بفرض تعريفات جمركية على واردات كل من الصين وكندا والمكسيك عند توليه الرئاسة.
سياسات ترامب المالية والتجارية من شأنها أن تدفع معدلات التضخم إلى الارتفاع وهو الأمر الذي يعد إيجابي بالنسبة لمستويات الدولار الأمريكي، ولكنه انعكس بشكل سلبي على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط الذهب بالدولار.
من جهة أخرى بقاء التضخم مرتفع في الولايات المتحدة قد يعيق سياسة التيسير النقدي التي يتبعها البنك الفيدرالي الأمريكي وبالتالي يؤجل قرارات خفض أسعار الفائدة وهو ما يصبح في صالح عوائد السندات الحكومية الأمريكية، التي تعد المنافس الأكبر للاستثمار في الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
في المقابل صدر تقارير تفيد عن اقتراب التوصل لاتفاق في لبنان بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وهو الأمر الذي من شأنه أن يقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية وليدفعه إلى التراجع خلال تداولات اليوم.
هذا وتترقب الأسواق اليوم صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي والذي قد يظهر وجهة نظر أعضاء البنك الفيدرالي تجاه مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة، خاصة وسط عدم اليقين المصاحب لمستقبل قرار الفائدة القادم للبنك في ديسمبر.
تضع الأسواق المالية حالياً احتمال بنسبة 58% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم في ديسمبر، إلى جانب احتمال آخر بنسبة 42% أن يبقي على الفائدة ثابتة دون تغيير.
المزيد من خفض أسعار الفائدة يصب في صالح الذهب لأنه يقلل من عوائد السندات الحكومية وبالتالي يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب.
أيضاً يصدر هذا الأسبوع بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، بالإضافة إلى التقييم الأول لنمو الربع الثالث من العام وهي البيانات التي من شأنها أن تؤثر على تحركات الذهب هذا الأسبوع.
اقرأ ايضاً: