لاجارد: أوروبا تواجه تهديدات تجارية متزايدة وتحتاج لتعميق أسواقها المالية

حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد يوم الجمعة من تصاعد التهديدات التي تواجه التجارة الأوروبية مع باقي أنحاء العالم. وأكدت أن على الاتحاد الأوروبي الاستجابة بسرعة لتعميق أسواق رأس المال لدعم الابتكار وزيادة الإنتاجية.
تهديدات تجارية متزايدة
قالت لاجارد إن البيئة الجيوسياسية أصبحت أقل ملاءمة، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب صرح بنيته رفع الرسوم الجمركية على الواردات من العديد من الدول، رغم أن التفاصيل لا تزال غير واضحة.
وأضافت: “باعتبار الاتحاد الأوروبي الاقتصاد الأكثر انفتاحًا بين الاقتصادات الكبرى، فإنه أكثر عرضة لهذه الاتجاهات من غيره.”
الحاجة إلى تحفيز النمو من خلال الابتكار
مع تعرض مصدر النمو التجاري للخطر، شددت لاجارد على ضرورة التحرك “بشكل عاجل” لتوفير التمويل اللازم للشركات الناشئة المبتكرة، التي يمكن أن تكون محركًا للتوسع الاقتصادي. وأشارت إلى أن العديد من هذه الشركات تعتمد على التمويل من الولايات المتحدة ودول أخرى.
ورغم تفوق الولايات المتحدة على أوروبا في نمو الإنتاجية والتقدم التكنولوجي، فإن الأسر الأوروبية تدخر نسبة أكبر من دخلها. لكنها تميل إلى استثمارات أقل مخاطرة، حيث تحتفظ بثلث أصولها نقدًا وودائع، مقارنة بـ 10% فقط في الولايات المتحدة.
وأوضحت لاجارد أنه إذا تبنت الأسر الأوروبية نهجًا مشابهًا للأميركي، فإن حوالي 8 تريليون يورو ستصبح متاحة للاستثمارات طويلة الأجل المعتمدة على السوق.
التحديات أمام الاتحاد الأوروبي
رغم الإدراك العام بضرورة بناء تجمع أكبر من المدخرات المشتركة لتمويل الأعمال الجديدة والقائمة في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي، أحرزت المنطقة تقدمًا طفيفًا في هذا الصدد.
وأشارت لاجارد إلى أن رأس المال في أوروبا “إما محصور داخل الحدود الوطنية أو يغادر إلى الولايات المتحدة.”
وأوضحت أن العوائق الرئيسية تتمثل في القوانين الوطنية المتباينة داخل الاتحاد الأوروبي، مضيفة: “الأطر القانونية في الاتحاد الأوروبي متباينة، وجميع المحاولات الجادة لتحقيق التنسيق يتم إحباطها من قبل المصالح الخاصة.”
دعوة للإصلاحات
دعت لاجارد الحكومات الأوروبية لاتخاذ خطوات كبيرة لإزالة الحواجز أمام أسواق رأس المال المشتركة، بدلاً من النهج التدريجي المتبع حاليًا. لكنها أشارت إلى أنها وجهت نداءً مشابهًا العام الماضي ولم تجد الاستجابة المطلوبة.
وأكدت: “خلال هذا الوقت، ازدادت الحاجة الملحة لتكامل أسواق رأس المال. كما أصبح وضع أوروبا المتراجع في مجال الابتكار أكثر وضوحًا، والفجوة التكنولوجية بين الولايات المتحدة وأوروبا باتت لا يمكن إنكارها.”
اقرأ أيضا…