تخفيض الفائدة في ديسمبر: شكوك وتحديات أمام الاحتياطي الفيدرالي
ألمحت ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى أن توقيت خفض الفائدة القادم يعتمد على البيانات الاقتصادية المقبلة، ما يجعل قرار البنك المركزي بشأن اجتماعه في ديسمبر غير مؤكد.
تصريحات كوك: اتجاه التخفيض مرهون بالبيانات
خلال خطاب ألقته في جامعة فيرجينيا بمدينة شارلوتسفيل، أوضحت كوك أنها تتوقع خفض معدلات الفائدة التي تتراوح حاليًا بين 4.5% و4.75% في وقت لاحق. ومع ذلك، لم تحدد موعدًا أو مقدار التخفيض المتوقع.
وقالت كوك: “أرى أن الاتجاه العام لمعدل الفائدة يميل نحو الانخفاض، لكن حجم وتوقيت التخفيضات سيعتمد على البيانات الواردة، وآفاق الاقتصاد المتغيرة، وتوازن المخاطر.” وأكدت أنها لا ترى السياسة النقدية تسير وفق مسار محدد مسبقًا، مشيرة إلى استعدادها للتعامل مع أي تغيرات في التوقعات.
الاقتصاد القوي يربك خطط الفيدرالي
بدأ الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر سلسلة من التخفيضات بمقدار نصف نقطة مئوية. ووفقًا لتوقعات مسؤولي البنك حينها، كان من المتوقع أن تنخفض المعدلات إلى أقل من 4.5% قبل نهاية العام. ومع ذلك، أظهرت البيانات الاقتصادية القوية واستمرار التضخم في التماسك خلال الخريف الماضي تحديات أمام تحقيق هذا الهدف.
قبل تصريحات كوك، أظهرت الرهانات في أسواق العقود الآجلة احتمالًا متساويًا تقريبًا بأن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المقرر في 17-18 ديسمبر. وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومسؤولون آخرون في وقت سابق أن تخفيضات الفائدة ليست مقررة مسبقًا.
البيانات المرتقبة ستحدد القرار
سيكون للبيانات الاقتصادية الصادرة قبل الاجتماع تأثير كبير على النقاشات داخل الاحتياطي الفيدرالي. إذ إن أي إشارات على ضعف سوق العمل، مثل بيانات التوظيف التي ستصدر في 6 ديسمبر، أو انخفاض التضخم في أرقام نوفمبر المنتظرة خلال الأسبوع التالي، قد تدفع الفيدرالي لمواصلة خفض معدلات الفائدة.
على الجانب الآخر، استمرار البيانات القوية قد يدعم قرارًا بتثبيت الفائدة، مما يعكس تردد الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ خطوات كبيرة دون وجود إشارات واضحة من الاقتصاد.
تصريحات كوك تعكس توازنًا دقيقًا بين الحاجة إلى دعم النمو الاقتصادي وضمان السيطرة على التضخم. ومع اقتراب موعد الاجتماع، ستبقى الأنظار مسلطة على المؤشرات الاقتصادية الرئيسية التي ستحدد اتجاه السياسة النقدية في الأشهر القادمة.
اقرأ أيضا…