أخبار الأسواقأخبار الإسترليني دولاراخبار اقتصادية

أندرو بيلي: زيادة الضرائب تدعم نهجا تدريجيا في خفض أسعار الفائدة

صرح محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، بأن زيادات الضرائب التي أقرتها حكومة حزب العمال البريطاني تعزز من اتباع نهج تدريجي في تخفيف السياسة النقدية. وجاءت هذه التصريحات خلال التقرير السنوي الذي قدمه بيلي إلى لجنة الخزانة في البرلمان.

التأثير الاقتصادي للزيادات الضريبية

أشار بيلي إلى أن ارتفاع مساهمات التأمين الوطني للمؤسسات، الذي أُعلن عنه في ميزانية الخريف، سيؤثر بطرق مختلفة على الاقتصاد. قد تواجه الشركات خيارات صعبة مثل زيادة الأسعار على المستهلكين، امتصاص التكاليف، خفض وتيرة زيادات الأجور، أو تقليل معدلات التوظيف.

وأوضح بيلي:

“النهج التدريجي لتخفيف القيود النقدية سيتيح لنا مراقبة كيفية تأثير هذه الزيادات، إلى جانب المخاطر الأخرى على توقعات التضخم”.

أثر الميزانية على الاقتصاد البريطاني

قدّم بيلي صورة أكثر تعقيدًا لتأثير ميزانية وزيرة الخزانة، راتشيل ريفز، على الاقتصاد البريطاني. وأوضح أن الميزانية تأتي في ظل ظروف اقتصادية غير مستقرة، حيث يُتوقع أن يرتفع التضخم فوق هدف البنك البالغ 2% مع صدور الأرقام الجديدة قريبًا.

وأشار بيلي أيضًا إلى أن العودة المحتملة للحمائية التجارية، مع انتخاب دونالد ترامب، إلى جانب التضخم المرتفع في قطاع الخدمات، تشكل تحديات إضافية. ودعا المملكة المتحدة إلى الحفاظ على حوار نشط مع إدارة ترامب المقبلة والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أهمية العلاقة التجارية بين بريطانيا وأوروبا.

وقال بيلي:

“من الصعب أن أفهم من يدعون إلى تنفيذ بريكست بطريقة عدائية. العلاقة مع الاتحاد الأوروبي هي الأفضل”.

آراء لجنة السياسة النقدية

شهدت جلسة الاستماع مشاركة أعضاء من لجنة السياسة النقدية، حيث عبّر كل منهم عن وجهة نظره بشأن مسار السياسة النقدية:

  • أكد بيلي ونائب المحافظ كلير لومبارديلي على أهمية النهج التدريجي.
  • أشار آلان تايلور إلى إمكانية اتباع نهج أكثر عدوانية بخفض الفائدة في اجتماعات متتالية.
  • فضلت كاثرين مان نهج “الفعالية”، داعية إلى التريث حتى تظهر أدلة واضحة على تراجع الضغوط التضخمية.

حذر بيلي من استمرار “الضغوط في نمو الأجور” التي قد تتجاوز التوقعات الحالية للبنك. وتشير تقديرات الشركات إلى نمو الأجور بنسبة 4% في العام المقبل، رغم إشارات خفيفة لتراجع ضيق سوق العمل.

تضاف زيادة مساهمات التأمين الوطني من 13.8% إلى 15% إلى رفع الحد الأدنى للأجور، وهو الارتفاع الثالث الكبير خلال ثلاث سنوات، مما يزيد الأعباء على الشركات. قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار، وإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يعرقل هدف الحكومة في تحفيز النمو.

مخاطر البطالة وتحديات قطاع التجزئة

أشار بيلي إلى وجود مخاطر بأن تُترجم هذه التغيرات إلى خفض في التوظيف. وأعرب عن قلقه بشأن تأثير هذه الزيادات على قطاع التجزئة، مستشهدًا برسالة من اتحاد التجزئة البريطاني إلى وزيرة الخزانة.

في الرسالة التي وقعها 81 من كبار المديرين التنفيذيين، قُدرت التكاليف الإضافية على تجار التجزئة بنحو 7 مليارات جنيه إسترليني سنويًا، نتيجة ارتفاع التأمين الوطني، والحد الأدنى للأجور، وفرض ضريبة جديدة على التعبئة.

وجاء في الرسالة:

“لن يكون من الممكن لأي تاجر، كبير أو صغير، تحمل هذه التكاليف الكبيرة خلال فترة قصيرة. التأثير سيكون زيادة التضخم، تباطؤ نمو الأجور، إغلاق المتاجر، وتقليل الوظائف، خاصة للمبتدئين”.

تعكس تصريحات بيلي التحديات المعقدة التي تواجه الاقتصاد البريطاني، حيث تسعى الحكومة والبنك المركزي لتحقيق التوازن بين تحفيز النمو واحتواء التضخم، في ظل بيئة اقتصادية محلية ودولية مليئة بالتحديات.

اقرأ أيضا…

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button