محافظ بنك اليابان يلمح إلى رفع محتمل للفائدة وسط استمرار التضخم
يبدو أن الاقتصاد الياباني على أعتاب تحولات كبرى، حيث يقترب من تحقيق تضخم مستدام مدفوع بزيادة الأجور ونمو الطلب المحلي. وفي ظل هذه التطورات، ألمح محافظ بنك اليابان كازو أويدا إلى أن البلاد قد تكون مستعدة لاتخاذ خطوة جديدة نحو رفع أسعار الفائدة قريبًا، ربما في ديسمبر المقبل، لتصحيح المسار الاقتصادي ومنع تجاوز التضخم للحدود المتوقعة.
الاقتصاد الياباني يدخل مرحلة جديدة من النمو
شهدت اليابان تغيرات اقتصادية جذرية دفعت البنك المركزي إلى إعادة التفكير في سياسته النقدية التي طالما اتسمت بالتحفيز المفرط.
أكد أويدا أن اليابان تشهد موجة غير مسبوقة من زيادة الأجور، وهو ما عزز إنفاق الأسر ورفع الطلب المحلي. ولفت إلى أن الشركات لم تعد تقتصر على رفع أسعار السلع، بل اتجهت أيضًا إلى رفع أسعار الخدمات، مما يشير إلى تحول عميق في ديناميكيات الاقتصاد.
ورغم أن ضعف الين الياباني رفع تكلفة الواردات، فإن التضخم الحالي مدفوع بشكل رئيسي بالطلب المحلي. أوضح أويدا أن استمرار هذه الضغوط يشير إلى أن الاقتصاد الياباني مستعد لتجاوز مرحلة التحفيز النقدي طويل الأمد.
ومع ذلك، حذر أويدا من أن إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة طويلة قد يؤدي إلى تسارع غير محكم في التضخم، مما يتطلب تدخلًا سريعًا للحفاظ على استقرار الاقتصاد.
التحديات العالمية
رغم المؤشرات الإيجابية، يواجه بنك اليابان تحديات كبيرة ناجمة عن البيئة الاقتصادية العالمية، في ظل فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تبقى السياسات الاقتصادية للولايات المتحدة محاطة بعدم اليقين. وقد أشار أويدا إلى أن البنك المركزي الياباني لن ينتظر زوال هذه المخاطر بالكامل قبل اتخاذ قراراته بشأن السياسة النقدية.
وأدى ضعف الين إلى زيادة تنافسية الصادرات اليابانية وجذب السياح الأجانب، لكنه أيضًا رفع تكلفة السلع المستوردة، مما أثر سلبًا على المستهلكين المحليين. وأوضح أويدا أن تأثير هذه التقلبات على الاقتصاد الياباني ليس سهل التقييم ويتطلب مراقبة دقيقة.
هل يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في ديسمبر؟
في الأشهر الأخيرة، اتخذ بنك اليابان خطوات تدريجية للخروج من سياسة التيسير النقدي. ففي مارس، أنهى البنك سياسة الفائدة السلبية، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.25% في يوليو. لكن السؤال الآن هو: هل سيدفع النمو القوي والتضخم المستدام البنك لاتخاذ قرار حاسم الشهر المقبل؟
رغم أن أويدا ترك التوقيت مفتوحًا، أكد أن البنك لن ينتظر وضوحًا كاملاً في جميع المخاطر قبل التحرك، ما يعطي إشارة قوية بأن رفع الفائدة قد يكون أقرب مما تتوقعه الأسواق.
اقرأ ايضاً: