أخبار الأسواقاخبار اقتصادية

مخاوف التضخم في المملكة المتحدة ترتفع بعد ميزانية الإنفاق الكبيرة وفوز ترامب

في الوقت الذي كان يبدو فيه أن بريطانيا تقترب من تجاوز أزمتها التضخمية، تظهر تحديات جديدة قد تطيل من هذه الأزمة، أبرزها الإنفاق الحكومي الكبير وخطر اندلاع حرب تجارية عالمية بقيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

التضخم: أزمة مستمرة رغم الانخفاض

بلغ التضخم في بريطانيا ذروته بأكثر من 11٪ قبل عامين، متأثرًا بارتفاع أسعار الطاقة الناتج عن الحرب في أوكرانيا. ورغم انخفاضه إلى ما دون 2٪ لأول مرة منذ 2021، إلا أن الضغوط التضخمية الأساسية ما زالت تقلق بنك إنجلترا.

يعود بطء انخفاض التضخم مقارنةً بالاقتصادات الكبرى الأخرى إلى عوامل داخلية، من بينها نقص العمالة الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

في أحدث التوقعات، رفع بنك إنجلترا تقديراته للتضخم خلال السنوات الثلاث المقبلة، مشيرًا إلى تأثيرات الميزانية الأخيرة التي تضمنت زيادات في الضرائب على أرباب العمل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف والأجور.

كما يعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية عاملًا جديدًا يعقد التوقعات الاقتصادية. خططه لفرض رسوم جمركية قد تؤدي إلى تقليص التجارة العالمية، مما يثير مخاوف من ركود اقتصادي أوسع.

يعتقد بعض المحللين أن التعريفات الأمريكية على الواردات الصينية قد تدفع إلى خفض الأسعار في الأسواق الأخرى، مما يساهم في تراجع التضخم. ومع ذلك، فإن ردود الفعل الانتقامية من دول أخرى قد تُلحق الضرر بسلاسل التوريد العالمية، ما يبطئ النمو ويرفع التضخم في أماكن مثل بريطانيا.

بنك إنجلترا

يبنى بنك إنجلترا نهجًا أكثر حذرًا في مواجهة التضخم مقارنةً بالبنوك المركزية الأخرى. خفض أسعار الفائدة تدريجيًا بواقع نصف نقطة مئوية فقط من أعلى مستوى لها في 16 عامًا عند 5.25٪.

حذر هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، من أن بريطانيا متأخرة في تعافيها من الجائحة وصدمات أسعار الطاقة مقارنةً بالدول الأخرى. وأشار إلى أن نمو الأجور القوي، المدفوع بنقص العمالة، يعقد جهود البنك في السيطرة على التضخم.

من جهة أخرى، دعت كاثرين مان، وهي مسؤولة بارزة في البنك، إلى عدم الاستهانة بتأثير السياسات الحمائية الأمريكية على الاقتصاد البريطاني.

رغم التحديات، يبقى هناك أمل في تحقيق استقرار اقتصادي. لكن هذا يعتمد بشكل كبير على قدرة الحكومة والبنك المركزي على التكيف مع المستجدات العالمية، مثل الحمائية التجارية والجيوسياسية.

ومع ذلك، تبقى التحذيرات قائمة، حيث أوضح أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، أن أي تخفيضات مستقبلية لأسعار الفائدة ستكون تدريجية، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق توازن بين حماية الأمن الاقتصادي والحفاظ على الانفتاح الاقتصادي العالمي.

 

 

اقرأ ايضاً:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى