الاقتصاد البريطاني يفاجئ بانكماش في سبتمبر ونمو محدود في الربع الثالث

أظهرت بيانات أولية يوم الجمعة أن الاقتصاد البريطاني شهد انكماشًا مفاجئًا في سبتمبر ونموًا محدودًا خلال الربع الثالث، مما يعكس تباطؤًا بعد الانتعاش القوي الذي شهده بداية العام.
انكماش غير متوقع في سبتمبر
انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1% في سبتمبر، مقارنة بنمو 0.2% في أغسطس، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية (ONS). كان الاقتصاديون الذين استطلعت رويترز آراؤهم يتوقعون نموًا بنسبة 0.2% لشهر سبتمبر.
وعلى أساس ربع سنوي، نما الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% فقط في الربع الثالث مقارنة بالربع السابق، وهو أقل من توقعات النمو البالغة 0.2%. جاء ذلك بعد توسع بنسبة 0.5% في الربع الثاني.
أداء القطاعات الاقتصادية
- قطاع الخدمات، الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد البريطاني، نما بنسبة 0.1% فقط.
- قطاع البناء شهد زيادة بنسبة 0.8%.
- الإنتاج الصناعي انخفض بنسبة 0.2% خلال الشهر.
وشهدت معدلات التضخم في المملكة المتحدة انخفاضًا حادًا إلى 1.7% في سبتمبر، وهو أدنى من هدف بنك إنجلترا البالغ 2% لأول مرة منذ أبريل 2021. ساعد هذا الانخفاض البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 7 نوفمبر، مما جعل سعر الفائدة الأساسي عند 4.75%.
توقع بنك إنجلترا أن تساهم ميزانية حكومة حزب العمال، التي تضمنت زيادات ضريبية، في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.75% في غضون عام. ومع ذلك، أشار صانعو السياسات إلى أن الخطة المالية للحكومة قد تؤدي أيضًا إلى زيادة توقعات التضخم.
ردود فعل الحكومة والمحللين
صرحت وزيرة المالية البريطانية ريتشيل ريفز: “لست راضية عن هذه الأرقام. اتخذت قرارات صعبة في ميزانيتي لإصلاح الأسس واستقرار ماليتنا العامة. الآن سنركز على تحقيق النمو من خلال الاستثمار والإصلاح”.
وحذر المحللون من ضعف الاقتصاد الأساسي والمخاطر الناجمة عن التوترات الجيوسياسية. قالت روث غريغوري، نائبة كبير الاقتصاديين في “كابيتال إيكونوميكس”: “من الواضح أن الاقتصاد فقد بعض الزخم، وهو أمر لافت للنظر، حيث لم ينمو الاقتصاد سوى في شهرين من الأشهر الستة الماضية”.
توقعات المستقبل والسياسة النقدية
رغم الانكماش في سبتمبر، يتوقع المحللون أن يشهد النمو الاقتصادي انتعاشًا في الفصول المقبلة بدعم من الإنفاق الحكومي الممول بالدين وتلاشي تأثيرات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.
ومع ذلك، يبدو أن خفض الفائدة في اجتماع بنك إنجلترا المقبل في ديسمبر أمر غير محتمل. وأوضح سورين ثيرو، مدير الاقتصاد بمعهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز: “المخاطر التضخمية والتحديات العالمية المتزايدة ستمنع صناع السياسات من خفض متتالي لأسعار الفائدة”.
الاقتصاد العالمي وتأثير الانتخابات الأمريكية
زادت نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة من حالة عدم اليقين بشأن التأثير الاقتصادي العالمي في حال ولاية جديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب. في حين أن التعريفات الجمركية المقترحة من ترامب قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الأوروبي، إلا أن بعض المحللين يرون أنها قد تفتح فرصًا للاقتصاد البريطاني.
ظل الجنيه الإسترليني مستقرًا مقابل الدولار الأمريكي خلال منتصف صباح الجمعة في لندن. في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.4% مقابل الجنيه الإسترليني بعد صدور تقرير الناتج المحلي الإجمالي.
تعكس الأرقام الأخيرة ضعفًا في زخم الاقتصاد البريطاني وسط تحديات محلية وعالمية. ومع توقع استمرار التأثيرات الاقتصادية للميزانية والتوترات العالمية، قد يحتاج صناع السياسات إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم لدعم النمو وتحقيق الاستقرار.
اقرأ أيضا…




تعليق واحد