تصريحات باول تمنح المستثمرين نظرة للواقع وسط تراجع الأسواق

انخفضت الأسواق الأمريكية يوم الخميس، مع توجهها نحو إنهاء الأسبوع على تراجع. وفي مقدمة تلك الأسواق، كانت “صفقات ترامب” في طريقها إلى الانحسار. وعلى الرغم من ذلك، شهدت أسواق آسيا والمحيط الهادئ ارتفاعات كبيرة يوم الجمعة. فقد أضاف مؤشر نيكاي 225 الياباني 0.28% بعد أن تم الإعلان عن نمو الاقتصاد الياباني في الربع الثالث، بينما تراجع مؤشر CSI 300 الصيني بحوالي 1% بعد تقرير عن تدهور مشاكل العقارات في الصين.
الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة لخفض الفائدة
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول يوم الخميس إنه ليس من الضروري أن يكون البنك “في عجلة” لخفض أسعار الفائدة. وأوضح باول أن الاقتصاد لا يزال قويًا، وأن تقرير الوظائف المخيب للآمال في أكتوبر كان بسبب الأعاصير والإضرابات العمالية بشكل رئيسي. وقد أدى نغمة باول المتشددة إلى تراجع حماسة السوق وخفض توقعات المتداولين بشأن خفض الفائدة في ديسمبر.
نمو الناتج المحلي الإجمالي لليابان في الربع الثالث
شهد الاقتصاد الياباني نموًا بنسبة 0.3% في الربع الثالث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. يُعد هذا التحول من الانكماش في الربع السابق بنسبة 1.1%، مما يقطع بذلك سلسلتين متتاليتين من الانخفاض السنوي. وعلى أساس ربع سنوي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2%، بما يتوافق مع تقديرات استطلاع رويترز، ولكنها أقل من الزيادة البالغة 0.5% في الربع الثاني.
مبيعات التجزئة في الصين تشهد زيادة
أظهرت المبيعات التجزئة في الصين لشهر أكتوبر ارتفاعًا بنسبة 4.8% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يتجاوز التوقعات البالغة 3.8% في استطلاع رويترز، وزيادة عن نمو الشهر السابق الذي بلغ 3.2%. ومع ذلك، سجل الاستثمار في العقارات بين يناير وأكتوبر انخفاضًا بنسبة 10.3% عن العام الماضي، وهو أكبر انخفاض منذ ما يقرب من عامين وفقًا لبيانات من Wind Information.
نظرة على Nvidia والشركة الكورية الجنوبية
رفعت Nvidia العديد من الشركات المصنعة للرقائق، حيث أصبحت إحدى الشركات الكورية الجنوبية الأقل شهرة عنصرًا حاسمًا في عملية إنتاج Nvidia للرقائق الخاصة بالذكاء الاصطناعي الجيل التالي. ومن المتوقع أن يرتفع سعر سهم هذه الشركة بنسبة 40% في غضون 12 شهرًا وفقًا لتوقعات Citi.
نهاية ارتفاع الأسواق بعد الانتخابات
بعد الاستمتاع بانتعاش الأسواق بعد الانتخابات، بدأ المستثمرون يعودون إلى القضايا الأساسية مثل التضخم وأسعار الفائدة. وبينما جاءت زيادة الأسعار في كل من أسعار المستهلكين والجملة في أكتوبر كما كان متوقعًا، إلا أنها ارتفعت مقارنة بالشهر السابق، مما يشير إلى أن هناك بعض المناطق التي لا تزال تشهد ضغطًا في الاقتصاد.
ومع ذلك، فإن عملية خفض التضخم، حيث يتباطأ معدل زيادة الأسعار، ليست عملية خطية. فشهر واحد من الارتفاعات في الأسعار لا يعني بالضرورة عودة التضخم. كما أشار باول إلى أن مهمة خفض التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ 2% قد تكون “على طريق مليء بالعقبات”. وقال أيضًا إن البنك المركزي ليس في عجلة لخفض الفائدة بسبب “القوة الحالية التي نراها في الاقتصاد”.
خفض الفائدة في ديسمبر؟
أدت تصريحات باول المتشددة إلى تقليص رهانات المتداولين بشأن خفض الفائدة في ديسمبر. في الوقت الحالي، تشير التوقعات إلى أن فرصة خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر هي 62.6%، مقارنة بـ 82.5% في بداية اليوم، وفقًا لأداة CME FedWatch.
رغم أن ريك ريدر من BlackRock يعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض الفائدة في ديسمبر، إلا أنه تساءل عن وتيرة الخفض في العام المقبل، وعن ما إذا كان الخفض في الواقع ضروريًا.
في النهاية أدت المخاوف حول التضخم وأسعار الفائدة إلى تفوقها على حماسة ما بعد الانتخابات، مما أدى إلى تراجع الأسهم. انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.6%، في حين تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0.47%، وانخفض ناسداك بنسبة 0.64%. ومن المتوقع أن تنتهي جميع المؤشرات هذا الأسبوع على انخفاض.
يُتوقع على نطاق واسع أن يحقق الاقتصاد الأمريكي “هبوطًا ناعماً”، ولكن بالنسبة للمستثمرين الذين كانوا يستفيدون من انتعاش ما بعد الانتخابات، فإن الهبوط الآن يبدو صعبًا بعض الشيء.
اقرأ أيضا…