تراجع الأسهم الآسيوية تحت ضغط ارتفاع عوائد السندات الأميركية وتوقعات التضخم
تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء في ظل مخاوف المستثمرين من ارتفاع عوائد السندات الأميركية قبيل بيانات التضخم المرتقبة، والتي من المتوقع أن تؤثر على سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول أسعار الفائدة.
يأتي هذا التراجع بعد قفزة في عوائد سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل، التي وصلت إلى مستويات لم تُسجّل منذ يوليو الماضي. وفيما عززت هذه القفزة الدولار مقابل الين، فإن العديد من الأسواق الآسيوية شهدت موجة بيع انعكست سلبًا على أداء الأسهم.
تأثير انتخاب ترامب
منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب للرئاسة الأميركية، ارتفعت عائدات السندات بشكل حاد مدفوعة بتوقعات سياسات مالية توسعية تشمل تخفيض الضرائب وزيادة الرسوم الجمركية، مما يعزز التضخم ويرفع من معدلات الاقتراض الحكومي.
يرى المحللون أن هذه السياسات قد تدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التمهل في تخفيض أسعار الفائدة، خاصة مع استمرار الضغط التضخمي الذي يعزز أسعار السندات ويدفعها إلى مستويات مرتفعة.
في المقابل، ورغم ارتفاع الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية في وقت سابق، توقفت موجة الارتفاع، ويرجع ذلك إلى التأثير المتزايد لارتفاع العائدات على تقييمات الأسهم.
وعلق كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية، قائلاً إن صعود عائدات السندات قد يؤثر سلباً على تقييمات الأسهم ويدفعها نحو موجة تصحيحية.
وفي سوق العملات الرقمية، سجلت البيتكوين استراحة بعد ارتفاعها إلى مستويات تاريخية تجاوزت 90,000 دولار، مستفيدة من دعم ترامب الذي أبدى رغبة في جعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة على الكوكب. ومن المتوقع أن يكون لتلك التوجهات تأثير إيجابي على بيئة تنظيم العملات الرقمية، ما يعزز التفاؤل في السوق.
ارتفاع الدولار
وصل الدولار الأميركي إلى مستويات مرتفعة جديدة مقابل الين الياباني، حيث تداول عند حوالي 154.88 ين، ما دفع بعض المحللين للتوقع بأن استمرار صعوده قد يستدعي تدخل السلطات اليابانية. ويتوقع الخبراء أن يكون مستوى 155 يناً نقطة محورية للتدخل الحكومي، إذ يعد الدولار القوي عبئًا على الاقتصاد الياباني نظرًا لآثاره على الصادرات.
كما أثر ارتفاع الدولار على العملات الأخرى، حيث وصل اليورو إلى أدنى مستوى له في عام أمام الدولار. وبرر المحللون هذا التراجع إلى التباين الواضح بين سياسات البنك المركزي الأوروبي والسياسات المتوقعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الدول الأوروبية.
الأسهم الصينية والسلع الأساسية
شهدت الأسهم الصينية تراجعًا ملحوظًا وسط قلق من تباطؤ الاقتصاد الصيني وتهديدات التعريفات الجمركية. وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ، كما انخفضت أسهم العقارات في البر الرئيسي الصيني. وجاءت تحركات بكين لتحفيز الاقتصاد دون تأثير كبير على معنويات السوق.
كما شهدت أسعار السلع الأساسية تراجعًا بسبب ضعف الطلب من الصين، حيث انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 1% بسبب تزايد المخاوف حول تأثير الرسوم الجمركية، إضافة إلى انخفاض العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.
ينتظر المتداولون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي في وقت لاحق، حيث يتوقع الاقتصاديون ارتفاعًا شهريًا بنسبة 0.3% في المؤشر الأساسي. ومن شأن أي قراءة مرتفعة أن تقلص من احتمالات تخفيض أسعار الفائدة، وذلك في ظل مراهنة السوق الحالية على تخفيض محتمل لأسعار الفائدة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبل.
اقرأ ايضاً: