اليورو يهبط لأدنى مستوى في نصف عام أمام الدولار وسط مخاوف من الرسوم الأمريكية وتوقعات جديدة للأسواق العالمية

شهدت عملة اليورو انخفاضًا كبيرًا أمام الدولار الأمريكي اليوم الاثنين، مسجلاً أدنى مستوياته في ستة أشهر ونصف. جاءت هذه التراجعات وسط قلق المستثمرين من إمكانية فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية جديدة قد تؤثر سلبًا على اقتصاد منطقة اليورو، في ظل عدم اليقين بشأن توجهات السياسة الأمريكية المستقبلية.
في هذا المقال نستعرض أسباب هبوط اليورو، وأثر السياسات المالية الجديدة على الدولار، وتوقعات الأسواق للعملات المشفرة، مع تسليط الضوء على تغيرات أسواق السندات والتداول في أوروبا وآسيا.
قلق من تداعيات سياسة ترامب التجارية على اليورو
يبدو أن الأسواق الأوروبية تأثرت بعودة التكهنات حول تعيين الرئيس المنتخب دونالد ترامب لروبرت لايتهايزر، المعروف بمواقفه المتشددة في السياسة التجارية، ليكون مسؤولًا عن إدارة سياسته التجارية القادمة.
ووسط هذا التخوف، انخفض اليورو بنسبة 0.6% ليصل إلى 1.0657 دولار، مسجلًا أدنى مستوى له منذ مايو. كما أدى تراجع يوم الجمعة بنسبة 0.78% إلى تعزيز تلك المخاوف، مما وضع العملة الأوروبية في موقف حرج.
وتعكس هذه المخاوف قلقًا أوسع في أوروبا من تأثير الرسوم الجمركية المحتملة على صادراتها، والتي قد تضعف النمو الاقتصادي في المنطقة وتؤثر على مستويات التجارة.
وتزامن هذا التراجع مع أحداث سياسية بارزة في أوروبا؛ حيث فتح المستشار الألماني أولاف شولتس الباب لإجراء انتخابات مبكرة، مما قد يثير موجة من التغيير السياسي، مع احتمال تبني سياسات مالية أكثر مرونة العام المقبل.
صعود الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته
في المقابل، استمر الدولار الأمريكي في الصعود متجاوزًا مؤشراته السابقة، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 0.45% ليصل إلى 105.44 نقطة، مقتربًا من أعلى مستوياته منذ شهر يوليو.
وجاء هذا الصعود وسط توقعات بأن فوز ترامب في الانتخابات قد يعزز السياسات الاقتصادية، لا سيما في ما يتعلق بالتجارة. ويبدو أن الآمال بإجراءات تجارية مواتية للولايات المتحدة، كالخفض الضريبي، قد زادت من شهية المستثمرين على الدولار ودعمت ارتفاعه.
وبالرغم من هذا، يرى بعض المحللين أن بقاء الأغلبية الجمهورية في الكونغرس قد يحد من قدرة ترامب على تنفيذ سياسات واسعة النطاق، إذ يمكن للمقاومة السياسية داخل مجلس النواب أن تمثل عائقًا أمام خطط تخفيض الضرائب وفرض الرسوم الجمركية على نحو قد يخفف من وطأة تلك السياسات الصارمة.
ارتفاع الين الياباني
سجل الدولار الأمريكي أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا مقابل الين الياباني بنسبة 0.8% ليصل إلى 153.80 ين، بعد تراجعه من أعلى مستوياته في يوليو.
ومع توقعات الأسواق لتدخلات محتملة من بنك اليابان، أثارت التصريحات الأخيرة من اجتماع أكتوبر بعض الشكوك حول توجهات البنك بشأن رفع أسعار الفائدة، مما يجعل الأسواق في حالة من الترقب لمستقبل السياسة النقدية في اليابان، ويؤثر بدوره على تحركات العملات.
على صعيد السياسات النقدية، تترقب الأسواق سلسلة من الأحداث الاقتصادية المقبلة، خاصة مع استقرار الأسواق الأمريكية يوم الاثنين في عطلة عامة، مع استمرار التداولات في العقود الآجلة.
ويتوقع أن تبقى أسعار الفائدة الأمريكية ثابتة على المدى القريب، حيث تترقب السوق توجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن التيسير النقدي أو تقييد السياسات في العام المقبل.
وفي الوقت الذي استمر فيه الدولار الأسترالي والنيوزيلندي في التراجع بعد إعلان حزمة تحفيزية صينية لم تلبي تطلعات المستثمرين، شهد الدولار الأمريكي مقابل اليوان الخارجي ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس، مما يعكس تأثيرات سياسات التحفيز الصينية.
اقرأ ايضاً:
- جي بي مورجان: منطقة اليورو ستظل عالقة بعد الانتخابات الأميركية
- الجنيه الإسترليني يحقق أعلى مستوى في عامين ونصف مقابل اليورو بفضل توقعات أسعار الفائدة
- ارتفاع التضخم في منطقة اليورو يعزز نهج الحذر تجاه تخفيضات أسعار الفائدة