الجنيه الإسترليني يحقق أعلى مستوى في عامين ونصف مقابل اليورو بفضل توقعات أسعار الفائدة

ارتفع الجنيه الإسترليني يوم الجمعة ليقترب من أعلى مستوياته في أكثر من عامين ونصف مقابل اليورو، حيث يراهن المستثمرون على أن بنك إنجلترا سيظل أكثر تريثاً في تيسير السياسة النقدية مقارنة بالبنك المركزي الأوروبي.

جاء هذا التفاؤل بعد أن خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة للمرة الثانية منذ عام 2020، مع تأكيده أن أي تخفيضات مستقبلية ستكون تدريجية، إضافةً إلى التوقعات بأن الميزانية البريطانية الجديدة سترفع التضخم والنمو.

ميزانية الحكومة البريطانية 

تشمل الميزانية البريطانية الجديدة إنفاقاً مكثفاً واقتراضاً كبيراً، مما دفع المستثمرين للتراجع عن توقعاتهم بتخفيضات كبيرة لأسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا.

في المقابل، تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد البريطاني سيكون أقل تأثراً من اقتصاد منطقة اليورو إذا فرض الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تعريفات جمركية جديدة على السلع الأوروبية مع توليه منصبه في يناير.

نظرة متباينة حول مسار الجنيه الإسترليني 

رغم هذا الارتفاع، يظل المحللون منقسمين حول تأثير السياسة النقدية لبنك إنجلترا على قيمة الجنيه الإسترليني. يرى فرانسيسكو بيسول، استراتيجي النقد الأجنبي في شركة “آي إن جي”، أن هناك “فجوة يجب ملؤها” في تسعير الجنيه الإسترليني، مما يعني أن إعادة تقييم الأسعار قد يستغرق وقتاً طويلاً للظهور بوضوح في السوق.

التوقعات حول أسعار الفائدة 

تشير التوقعات إلى بقاء سعر الفائدة في بريطانيا عند 3.75% حتى نهاية عام 2025، حيث لا يتوقع بنك رابوبانك خفضاً في ديسمبر المقبل.

أما في منطقة اليورو، فتتوقع الأسواق أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع إلى 2% بحلول يونيو من 3.25% حالياً.

وانخفض الجنيه الإسترليني قليلاً أمام اليورو والدولار، حيث بلغ 83.24 بنساً مقابل اليورو و1.2956 دولار مقابل الدولار.

من جانبه، يعتقد لي هاردمان، كبير استراتيجيي الفوركس في بنك ميتسوبيشي يو إف جي، أن هناك دعماً للجنيه الاسترليني عند مستوى 0.8200 مقابل اليورو، وهو مستوى لم يتم تجاوزه منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.