أسواق الأسهم ترتفع في آسيا بدعم من فوز ترامب وتوقعات بتيسيرات نقدية أمريكية
شهدت أسواق الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يوم الخميس صعودًا لافتًا، مستندة إلى الارتفاعات القياسية التي حققتها الأسهم الأمريكية الليلة الماضية.
وفي ظل تفكير المستثمرين في تداعيات السياسات الاقتصادية المحتملة تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتزايد التوقعات بقرارات هامة من البنوك المركزية العالمية، وخاصة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
صعود الأسهم الأمريكية
ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بعد أن سجلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في وول ستريت مستويات غير مسبوقة، مدفوعة بتفاؤل الأسواق بشأن إمكانية تحقيق الجمهوريين مكاسب تشريعية واسعة تدعم الإنفاق المالي الضخم.
ومن شأن هذه السياسات أن تدفع بالاقتصاد الأمريكي نحو تحفيز جديد، وهو ما انعكس على المكاسب في سوق الأسهم الآسيوية.
وقد رافق هذا الصعود ارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث عززت المخاوف من تزايد العجز المالي من جاذبية الدولار الذي سجل أعلى مكسب يومي له منذ أكثر من عامين يوم الأربعاء.
وعلى الرغم من ذلك، تراجع الدولار بعض الشيء يوم الخميس، في وقت شهد فيه اليورو ضغوطًا إضافية بسبب تطورات سياسية في ألمانيا، حيث أقال المستشار الألماني أولاف شولتز وزير ماليته كريستيان ليندنر، مما أفضى إلى تزعزع الائتلاف الحاكم وتوقعات بانتخابات مبكرة.
أداء متباين للأسواق الآسيوية وسط تقلبات عالمية
افتتحت الأسواق الآسيوية بتباين ملحوظ، حيث صعدت الأسهم اليابانية مدعومة بانخفاض الين، في حين تراجعت بعض الأسهم الأسترالية المتأثرة بانخفاض أسعار الذهب أمام قوة الدولار.
وارتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني الذي يعتمد على قطاع التكنولوجيا، لكنه شهد بعض الضغوط بسبب ضعف أسهم النمو نتيجة ارتفاع عوائد السندات.
وقد أدت الزيادة في عوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.4255% إلى تعزيز أسهم القطاع المصرفي وشركات التأمين في اليابان، لكن هذه العوائد المرتفعة أثرت سلبًا على أسهم التكنولوجيا.
كما ارتفعت عوائد السندات اليابانية إلى مستويات جديدة لم تشهدها منذ ثلاثة أشهر. وأشار المحللون إلى احتمال حدوث موجة جني أرباح بعد ارتفاع مؤشر نيكاي بنسبة 2.6% في جلسة الأربعاء، حيث حذر فرانك بنزيما، رئيس استراتيجية الأسهم الآسيوية في سوسيتيه جنرال، من أن مؤشر نيكاي قد يكون مبالغًا فيه عند هذه المستويات العالية.
تزايد الترقب لقرارات البنوك المركزية
مع تصاعد الاهتمام بتأثير السياسات النقدية، تترقب الأسواق خطوات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
يأتي ذلك في ظل توقعات مماثلة بخفض أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، الذي قد يقدم على خفض الفائدة للمرة الثانية منذ 2020 لمواجهة التضخم ورفع الإنفاق.
وتشير التوقعات أيضًا إلى أن البنك المركزي السويدي قد يخفض الفائدة بنصف نقطة مئوية، في حين يتوقع أن يبقي البنك المركزي النرويجي على سياسته دون تغيير.
وتأتي هذه التحركات في ظل توقعات بأن تساهم سياسات ترامب الاقتصادية في زيادة الرسوم الجمركية، وهو ما قد يدعم التضخم ويؤثر على مسار خفض الفائدة.
اقرأ ايضاً:
2 تعليقات