الأسواق تستعد للتقلبات في ضوء الانتخابات الامريكية
يشهد سوق العملات حالة من الهدوء النسبي في الوقت الحالي، ولكن لا يُتوقع أن يستمر ذلك طويلاً. يستعد المتداولون في الأسواق المالية ليوم حافل بالتقلبات، خاصة بالنسبة للعملات المرتبطة بدول قد تفرض عليها تعريفات جمركية جديدة في حال فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية، ومن بين هذه العملات اليوان الصيني واليورو والبيزو المكسيكي.
ترقب لتقلبات العملات بسبب احتمالات فرض التعريفات الجمركية
على سبيل المثال، سجل مؤشر التقلب الضمني لليوم الواحد لزوج الدولار-اليوان الخارجي، الذي يقيس التغيرات المتوقعة للزوج خلال تلك الفترة، أعلى مستوى له منذ عام 2018. ويشير هذا المؤشر إلى احتمالية بنسبة 71% بأن يتم تداول زوج الدولار-اليوان الخارجي في نطاق بين 6.9893 و7.2198 خلال اليوم القادم، وذلك بناءً على السعر الحالي للزوج الذي يستقر عند 7.1068.
وتعكس هذه التوقعات مخاوف الأسواق من احتمالات فوز ترامب في الانتخابات الامريكية وتبعات ذلك على السياسات التجارية الامريكية، حيث يُتوقع أن يتبنى سياسات أكثر صرامة تجاه الدول التي تتمتع بعلاقات تجارية قوية مع الولايات المتحدة. وبالتالي، يستعد المستثمرون لمرحلة من التقلبات الشديدة قد تؤثر على أسعار العملات، خصوصًا تلك المرتبطة بدول قد تواجه عقوبات تجارية محتملة.
الأسواق الآسيوية تستعد لفتح الأسواق السلعية بحذر
في الأسواق الآسيوية، بدأ التداول على السلع بشكل نشط، مع افتتاح عقود النفط الأمريكي والذهب، حيث يستقر خام غرب تكساس الوسيط دون تغير يُذكر حول مستوى 72 دولارًا للبرميل. وتظهر التوقعات أن إدارة ترامب قد تكون أكثر ميلاً لدعم قطاع النفط الصخري الأمريكي مقارنة بإدارة بقيادة كامالا هاريس.
وقد شهدت الصناعة النفطية في الولايات المتحدة طفرة كبيرة، مع ارتفاع إنتاج النفط إلى مستويات قياسية. ورغم هذا النمو الكبير، هناك بعض المخاوف في السوق من أن زيادة العرض قد تؤدي إلى مشكلة فائض في السوق خلال الفترات المقبلة.
الآثار المتوقعة للانتخابات الامريكية على الأسواق العالمية
تعكس حالة التأهب في سوق العملات المخاوف المتزايدة لدى المتداولين بشأن التداعيات الاقتصادية المرتبطة بنتائج الانتخابات الامريكية. ويرى المتداولون أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تغييرات حاسمة في السياسات التجارية، ما قد يؤثر بشكل مباشر على قيمة العملات المرتبطة بالاقتصادات التي تعتمد على التجارة مع الولايات المتحدة.
على الجانب الآخر، فإن فوز كامالا هاريس قد يغير من الاتجاهات الحالية، وربما يخفف من السياسات المتشددة التي تبنتها إدارة ترامب. هذا التحول قد يخلق فرصاً جديدة في أسواق العملات، حيث قد يؤدي إلى تهدئة الأسواق على المدى الطويل ويخفف من الضغوط على عملات بعض الدول التي قد تواجه تعريفات جمركية جديدة.
تعد التقلبات في سوق العملات فرصةً للمستثمرين والمضاربين، ولكنها أيضاً تحدٍ كبير بسبب صعوبة التنبؤ بالحركات الفعلية. ومع ارتفاع مؤشرات التقلبات في الأسواق، يجب على المتداولين توخي الحذر واتباع استراتيجيات أكثر تحوطًا وتجنب المخاطر المفرطة. من المتوقع أن تتأثر العملات المرتبطة بالدولار بصورة مباشرة بنتائج الانتخابات، مما يضع المتداولين في اختبار حقيقي لتوقع مسارات العملات في ظل حالة عدم اليقين.
تداعيات النفط والمعادن على المدى القصير والمتوسط
تحتفظ الأسواق بتوقعات متباينة بشأن أسعار النفط، حيث أن فوز ترامب قد يشكل دعماً إضافياً للقطاع النفطي الأمريكي، مما يعزز الطلب على النفط الصخري. ولكن مع استمرار الإنتاج في مستويات مرتفعة، قد يؤدي ذلك إلى ضغوط جديدة على الأسعار مستقبلاً. أما بالنسبة للذهب، فيُتوقع أن يظل مرتفعاً بسبب حالته كملاذ آمن في فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي.
مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية، يستعد المتداولون في الأسواق العالمية لتقلبات غير مسبوقة، خاصة في أسواق العملات والسلع. فسواء كان الفوز لترامب أو هاريس، ستشهد الأسواق تحركات حادة قد تؤثر على اقتصادات العالم. يجب على المتداولين مراقبة التطورات بحذر، والاستعداد للمتغيرات التي قد تؤثر على استراتيجياتهم الاستثمارية في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا….
2 تعليقات