أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

الانتخابات الأمريكية تدفع أسعار النفط لأعلى

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا جديدًا مدفوعة بتمديد اتفاق خفض الإنتاج من قبل تحالف “أوبك+”، والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، فيما حول المستثمرون أنظارهم نحو سباق الانتخابات الأمريكية المتقارب بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس.

ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بأكثر من 1% ليتجاوز حاجز 72 دولارًا للبرميل، بعد مكاسب قاربت 3% في الجلسة السابقة، في حين وصل خام برنت إلى نحو 76 دولارًا للبرميل. تشير استطلاعات الرأي إلى أن الانتخابات الرئاسية قد تحمل تأثيرات بعيدة المدى على سياسات الولايات المتحدة التجارية والخارجية والأمنية، بالإضافة إلى سياسات المناخ، مما قد يؤثر بشكل ملحوظ على أسواق السلع الأساسية.

تأثير الانتخابات الأمريكية على أسواق النفط

تستمر الانتخابات الأمريكية على “حافة الهاوية” بعد أشهر من الحملات الانتخابية المكثفة. ويتوقع أن تدعم إدارة ترامب، في حال فوزه، صناعة النفط الصخري الأمريكية وأن تكون أقل تحمسًا لمصادر الطاقة المتجددة، ما قد يؤدي إلى تغييرات في سياسات الطاقة والتجارة العالمية.

وفقًا لشركة “RBC Capital Markets”، قد تؤدي فترة ولاية ثانية لترامب إلى تغييرات في السياسة الخارجية، بما في ذلك فرض عقوبات صارمة على إيران وتخفيف القيود على تدفق النفط الروسي. من جهة أخرى، قال مدير الأبحاث في شركة “إنرجي أسبكتس”، أمريتا سين، إن “الإدارة الأمريكية الحالية لم تطبق أي عقوبات جديدة، بل شجعت بعض الدول على شراء النفط الإيراني للحفاظ على الأسعار منخفضة”، مشيرًا إلى أن تطبيق العقوبات الإيرانية بشكل صارم يمكن أن يسحب مليون برميل من السوق يوميًا.

أداء النفط في ظل الضغوطات العالمية

رغم الارتفاع الحالي، فإن النفط قد تراجع بأكثر من 10% منذ نهاية يونيو بسبب ضعف الطلب من الصين وارتفاع الإمدادات من الأمريكتين، مما دفع تحالف “أوبك+” إلى تأجيل خطط استعادة الإنتاج. كما شهدت الأسواق النفطية ضغوطًا جراء التوترات في الشرق الأوسط، خاصة بعد استمرار النزاع بين إيران وإسرائيل لأكثر من عام.

في الوقت نفسه، تهدد العاصفة الاستوائية رافائيل بتعطيل الإنتاج في منصات النفط والغاز الطبيعي قبالة سواحل خليج المكسيك، مما دفع شركة “شيل” إلى اتخاذ خطوات لإجلاء بعض الموظفين غير الأساسيين من المنطقة.

التداعيات المحتملة على الأسواق في ظل التقلبات السياسية

يعكس الصراع بين ترامب وهاريس في الانتخابات الأمريكية التغيرات المحتملة التي قد تشهدها سياسات الولايات المتحدة في مجالات الطاقة. ففوز ترامب قد يعزز من فرص صناعة النفط الصخري، بينما قد يؤثر على العلاقات مع الدول المنتجة للنفط مثل روسيا وإيران. من جهة أخرى، فإن سياسة هاريس المعلنة تجاه المناخ قد تؤدي إلى زيادة التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة، مما قد يحد من إنتاج النفط على المدى الطويل.

يتوقع المحللون أيضًا أن تظل أسعار النفط متقلبة على المدى القريب نتيجة للعوامل الاقتصادية والسياسية العالمية. ومع اقتراب نتائج الانتخابات الأمريكية، فإن الأسعار قد تشهد مزيدًا من التحركات بناءً على نتائج السباق الانتخابي الأمريكي.

هل سيؤدي فوز ترامب إلى دعم النفط الصخري؟

فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد يؤدي إلى دعم كبير لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة. خلال فترة رئاسته السابقة، اتبع ترامب سياسات واضحة لتعزيز إنتاج الطاقة التقليدية، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، مما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة. إذا عاد إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن يتبنى نفس السياسات السابقة، مثل:

  • دعم الصناعة النفطية: من المرجح أن يُنهي ترامب القيود المفروضة على تصاريح الحفر ويزيد من فتح الأراضي الفيدرالية للاستكشاف النفطي، مما سيعزز إنتاج النفط الصخري.
  • تشجيع الاستكشاف: يُتوقع أن يشجع ترامب الاستكشاف عن النفط في المناطق البحرية ويعزز استخدام تقنيات الحفر الهيدروليكي، مما سيساعد في زيادة الإنتاج.
  • زيادة صادرات الغاز الطبيعي: من المحتمل أن تُرفع القيود على تصدير الغاز الطبيعي المسال، مما سيساهم في تعزيز مكانة الولايات المتحدة كمصدر رئيسي للغاز.

على الرغم من التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات، فإن فوز ترامب قد يضعف هذه الجهود ويؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون بشكل ملحوظ. تشير التوقعات إلى أن ولاية ترامب الثانية قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون بمقدار مليار طن بحلول عام 2050.

بشكل عام، يُعتبر فوز ترامب بمثابة فرصة كبيرة لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، حيث من المحتمل أن يواجه القطاع دعمًا سياسيًا قويًا يمكن أن يعزز النمو والإنتاج في هذا المجال.

اقرأ أيضا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى