رهان Coinbase على الانتخابات الرئاسية وتأثيره على مستقبل العملات الرقمية
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024، تواجه شركة Coinbase اختبارًا كبيرًا يمكن أن يحدد مستقبلها في عالم العملات الرقمية، إذ استثمرت الشركة أموالًا ضخمة في السياسة الأمريكية لتشكيل بيئة قانونية ملائمة لصناعة العملات الرقمية.
Coinbase وسعيها للتأثير على السياسة الأمريكية
منذ تأسيس Coinbase في عام 2012، ابتعد الرئيس التنفيذي براين أرمسترونج عن السياسة، ولكنه أدرك بعد بضع سنوات أهمية التواصل مع صانعي القرار في واشنطن. وابتداءً من عام 2018، كثف أرمسترونج زيارته إلى العاصمة الأمريكية، مدفوعًا برؤية أن العملات الرقمية أصبحت جزءًا كبيرًا من الاقتصاد، ما يتطلب بذل جهود مكثفة للتواصل مع الحكومة ووضع سياسة واضحة للعملات الرقمية.
حاليًا، تعمل Coinbase كواحدة من أكبر المتبرعين في هذا الموسم الانتخابي، حيث قدمت أكثر من 75 مليون دولار لدعم جماعات الضغط التي تدعم العملات الرقمية، كما التزمت بتقديم 25 مليون دولار إضافية لدعم اللجان السياسية التي تتبنى موقفًا إيجابيًا من صناعة العملات الرقمية.
تواجه Coinbase تحديات قانونية كبيرة؛ ففي العام الماضي، رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى قضائية ضدها تتهمها ببيع أوراق مالية غير مسجلة. ومن جهة أخرى، تواجه الشركة منافسة متزايدة من شركات مثل Crypto.com، التي بدأت تستحوذ على جزء من السوق. وقد أثر ذلك بشكل كبير على عائدات Coinbase، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 15% بعد نشر تقرير أرباحها الأخير.
تأثير الانتخابات الرئاسية على مستقبل Coinbase
بالنسبة لـ Coinbase، تعتمد الآمال على انتخاب مسؤولين يفضلون صناعة العملات الرقمية، مما يمكنها من تجنب التهديدات القانونية المستمرة وخلق بيئة قانونية ملائمة للتوسع والنمو. يرى أرمسترونج أن هذه الانتخابات الرئاسية قد تمثل نقطة تحول في السياسة التنظيمية للعملات الرقمية في الولايات المتحدة، إذ قد يكون انتخاب مسؤولين داعمين للعملات الرقمية حاسمًا لتجنب التهديدات القانونية التي تواجهها الشركة بشكل مستمر.
قال أرمسترونج إنه يشعر بالارتياح تجاه تطورات النقاش حول العملات الرقمية، حيث أوضح أن النقاش في واشنطن قد تطور من مجرد محاولة فهم العملات الرقمية إلى كيفية وضع تشريعات واضحة ومنظمة لها.
الحضور البارز لصوت العملات الرقمية في الانتخابات الرئاسية
تحاول Coinbase كسب دعم المرشحين في الكونغرس الأمريكي لتعزيز التشريعات المؤيدة للعملات الرقمية. أنشأت الشركة تحالف Stand with Crypto، الذي قام بتطوير نظام تقييم لمرشحي مجلسي النواب والشيوخ على مستوى الولايات المتحدة، حيث يُمنح كل مرشح درجة بناءً على موقفه من العملات الرقمية.
في إحدى الولايات الهامة مثل ولاية أوهايو، حصل السيناتور الديمقراطي شيرود براون على درجة “F”، في حين حصل خصمه الجمهوري برني مورينو، وهو رجل أعمال في مجال تقنية البلوكشين، على درجة “A”. وتكثف الشركة جهودها لدعم المرشحين الموالين لصناعة العملات الرقمية.
في سبتمبر، نظم تحالف Stand with Crypto حفلًا في العاصمة واشنطن لجذب الناخبين ودعم حملته، حيث تم توزيع هدايا مجانية تتضمن شعارات التحالف. كما حضر الرئيس التنفيذي أرمسترونج هذا الحدث ليعبر عن تفاؤله حول الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى أن “الناخب المؤيد للعملات الرقمية أصبح جزءًا مهمًا في هذه الانتخابات”.
تأثير نتائج الانتخابات على مستقبل Coinbase
تأمل Coinbase أن يؤدي انتخاب مسؤولين موالين للعملات الرقمية إلى تعزيز بيئة تشريعية داعمة لها، وتجنبها المواجهات القانونية المستمرة التي تزعزع استقرارها. وفي ظل استثمارات الشركة الكبيرة في دعم حملات سياسية موالية للعملات الرقمية، فإن هذه الانتخابات قد تشكل نقطة تحول في مسار الشركة والمجال ككل.
وفي النهاية، يُعتبر هذا السباق الرئاسي اختبارًا حقيقيًا لمدى قوة تأثير Coinbase في السياسة الأمريكية، وقد يكون له دور حاسم في تشكيل مستقبل العملات الرقمية في الولايات المتحدة وخارجها.
اقرأ أيضا…