المنافسة الرئاسية الأمريكية 2024: سباق غير عادي بين ترامب وهاريس وسط أجواء غير مسبوقة
شهدت الولايات المتحدة سباقًا رئاسيًا غير عادي، حيث توجه الأمريكيون يوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم القادم في مواجهة مثيرة ومتوترة بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
بعد حملة شهدت أحداثًا غير مسبوقة كالإعلان عن محاولتي اغتيال لترامب، وانسحاب الرئيس الحالي جو بايدن بشكل مفاجئ، وتقدم هاريس السريع، يبقى السباق غير محسوم ويثير حالة من الترقب الوطني والعالمي.
انقسام حاد بين رؤى ترامب وهاريس
تقدم المرشحان برؤى متباينة، ما عمق حالة الاستقطاب الحادة في البلاد. حيث روج ترامب لرؤية قاتمة متوعدة بفرض سياسة أكثر صرامة تجاه الهجرة، واعدًا بملاحقة الخصوم السياسيين قضائيًا، بينما وصفت هاريس نفسها كصوت الوحدة والاستقرار، محذرةً من أن فوز ترامب بفترة جديدة سيكون تهديدًا للمبادئ الديمقراطية الأساسية.
ووفقًا لاستطلاعات رأي، كان الانقسام واضحًا بين الجنسين، حيث تتقدم هاريس بفارق 12 نقطة بين النساء، فيما تفوق ترامب بين الرجال بفارق 7 نقاط، مما يعكس تأثير الانقسامات العميقة بين القواعد الانتخابية للمرشحين.
كما شهدت الأيام الأخيرة من الحملة سباقًا لجذب الأصوات، حيث تجول المرشحان في الولايات المتأرجحة على أمل حشد مزيد من الناخبين.
فبينما أقام ترامب آخر تجمعاته في ولاية ميشيغان، نظمت هاريس فعاليات حاشدة في بنسلفانيا في محاولة لكسب المزيد من الأصوات. وأشارت تقارير إلى أن أكثر من 80 مليون أمريكي قد أدلوا بأصواتهم مبكرًا، إما بالبريد أو بالحضور شخصيًا إلى مراكز الاقتراع.
ورغم أن النتائج قد تستغرق أيامًا للظهور نظرًا للتوقعات بهوامش ضيقة في الولايات الحاسمة، أشارت حملة ترامب إلى احتمالية إعلانه الفوز ليل الثلاثاء، معيدًا سيناريو انتخابات 2020 حينما شكك في نزاهة النتائج مسبقًا.
حدث تاريخي: ما بين أول رئيسة للولايات المتحدة وأول رئيس بفترتين غير متتاليتين
بغض النظر عن النتيجة النهائية، فإن التاريخ سيسجل. إذا فازت هاريس، ستكون أول رئيسة أمريكية وأول امرأة سوداء من أصول جنوب آسيوية تتولى هذا المنصب، بينما إن فاز ترامب، سيكون أول رئيس في القرن الحديث يحظى بفترتين غير متتاليتين وأول رئيس سابق يفوز رغم إدانته جنائيًا.
من جانبه، توجه ترامب بهجوم متواصل على القضايا الاقتصادية، منتقدًا أداء إدارة بايدن وهاريس، بينما شهدت هاريس دعمًا قويًا لحقوق المرأة وحقوق الإنجاب، وهي قضية بارزة أثارت اهتمامًا واسعًا بين الناخبين منذ قرار المحكمة العليا بإلغاء الحق في الإجهاض على المستوى الوطني في عام 2022.
وعلى الرغم من تاريخية ترشح هاريس، حظي ترامب بدعم بعض الناخبين السود واللاتينيين، نتيجة لخطاباته المتكررة حول حماية الوظائف، بينما نجحت هاريس في جذب الشباب وكتلة مؤثرة من الناخبين المعتدلين الساخطين على سياسات ترامب، مستفيدة من تأييد المشاهير والدعم الواسع في وسائل التواصل الاجتماعي.
معركة مجلسي الكونغرس
تأتي الانتخابات الرئاسية وسط معركة مفتوحة على السيطرة في الكونغرس، حيث يتوقع أن يكون هناك صراع شديد على مجلسي الشيوخ والنواب. يتنافس الديمقراطيون والجمهوريون بشدة في مجلس الشيوخ، بينما يظهر مجلس النواب في وضع متأرجح غير محدد المصير بعد.
ويبقى احتمال تحقيق إحدى الحزبين للسيطرة على المجلسين قائمًا، مما سيحدد التوجهات السياسية للبلاد في السنوات القادمة.
اقرأ ايضاً:
2 تعليقات