الانتخابات الأمريكية وأهمية الحفاظ على هيمنة الطاقة للولايات المتحدة

حذر الرئيس التنفيذي لشركة “توتال إنرجيز”، باتريك بوياني، من أن على الرئيس المقبل للولايات المتحدة أن يحافظ على هيمنة الطاقة الأمريكية بدلاً من المخاطرة بفقدانها. وفي مقابلة مع “سي إن بي سي”، شدد بوياني على أن الحفاظ على هذه الهيمنة يجب أن يكون أولوية.
التفوق الأمريكي في إنتاج النفط والغاز
تعد الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، حيث تشكل حوالي 22% من الإنتاج العالمي، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تليها السعودية بنسبة 11%. يتم استهلاك معظم النفط الأمريكي داخل البلاد، التي تعتبر أيضاً أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وأوضح بوياني قائلاً: “الطاقة الأمريكية تحررت، وعند النظر إلى ما حدث في السنوات الأخيرة، نرى أن إنتاج النفط الأمريكي وصل إلى مستويات غير مسبوقة … فثورة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة أصبحت واقعاً ملموساً.” وأضاف أن الولايات المتحدة ستصبح قريباً الأولى أيضاً في إنتاج الغاز الطبيعي المسال.
“أمريكا أولاً” أولوية بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية
وأكد بوياني أن التفوق الطاقي الأمريكي يعد ميزة تنافسية كبيرة يجب على أي رئيس قادم الحفاظ عليها. وأضاف: “من وجهة نظري، بغض النظر عن الجهة التي ستفوز في الانتخابات الأمريكية، تظل الطاقة إحدى أهم المزايا التنافسية للولايات المتحدة.”
وأشار إلى أن الجمهوريين، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، دائماً ما يدعمون إنتاج النفط الصخري، مما يشمل تخفيف القيود على الصناعة وتوسيع مشاريع الحفر، وهو ما يثير استياء النشطاء البيئيين والعديد من اليساريين.
التغير في مواقف الديمقراطيين تجاه “التكسير الهيدروليكي”
من اللافت أن نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، غيرت موقفها مؤخراً من عملية “التكسير الهيدروليكي”، وهي عملية لاستخراج النفط والغاز تستهلك كميات كبيرة من المياه ولها آثار بيئية سلبية. وأعربت هاريس عن دعمها للعملية المثيرة للجدل، متعهدة بعدم حظرها في حال فوزها بالرئاسة، رغم معارضتها العلنية لها لسنوات.
يشير بوياني إلى أن هذه الخطوة تعكس اعترافاً بالمزايا الاقتصادية لهذه التقنية في تعزيز إنتاج الطاقة الأمريكية. حيث قفز إنتاج النفط في البلاد من 5.1 مليون برميل يومياً في 2008 إلى مستوى قياسي بلغ 13 مليون برميل يومياً في 2023.
وأضاف: “أعتقد أن ذلك جزء من اللعبة السياسية. بالنسبة لي، فإن الولايات المتحدة تتمتع بميزة واضحة في مجال الطاقة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.”
القوة الجيوسياسية للهيمنة الطاقية الأمريكية
تلعب هيمنة الطاقة الأمريكية دوراً رئيسياً في تقوية النفوذ الجيوسياسي الأمريكي، خصوصاً في ظل قدرتها على زيادة إمدادات النفط والغاز لأوروبا بعد تقليص القارة وارداتها من روسيا نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد بلغت حصة الولايات المتحدة من واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال حوالي نصف الواردات في عام 2023، معظمها من إنتاج الصخر الزيتي.
كما أشار بوياني إلى أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن كانت أكثر تحفظاً فيما يتعلق بفتح مساحات جديدة للحفر. لكنه لفت إلى أن الإدارة وافقت في الوقت نفسه على مشروع نفطي ضخم في ألاسكا.
وأوضح بوياني قائلاً: “يبدو أن السياسة الأمريكية متوازنة أكثر مما نظن. من وجهة نظري، سياسة ‘أمريكا أولاً’ ستظل قائمة مهما كان الرئيس القادم.”
لماذا الحفاظ على هيمنة الطاقة الأمريكية أمر بالغ الأهمية؟
يعد الحفاظ على هيمنة الطاقة أمراً بالغ الأهمية لأسباب عديدة:
– تعزيز الاقتصاد: يساعد الإنتاج المحلي الضخم على تلبية احتياجات السوق الأمريكية، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.
– التأثير الجيوسياسي: تعزز هيمنة الطاقة الأمريكية من نفوذها على الساحة الدولية، خاصة في ظل قدرتها على تصدير الطاقة لحلفائها.
– تحقيق أهداف الطاقة المتجددة: يمكن للولايات المتحدة استخدام عائدات الطاقة الأحفورية لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة والبحث عن حلول بيئية.
الخلاصة
سواء كان الفائز في الانتخابات الأمريكية 2024 من الجمهوريين أو الديمقراطيين، فإن الولايات المتحدة ستظل أمام تحديات متزايدة للحفاظ على هيمنتها الطاقية. فمن الواضح أن هذه الهيمنة تشكل ميزة اقتصادية واستراتيجية لا يمكن التخلي عنها، ومع التغيرات السياسية والمواقف المتغيرة تجاه استراتيجيات الطاقة، يبقى من الضروري أن يسعى القادة الأمريكيون إلى تحقيق التوازن بين التطور الصناعي وحماية البيئة.
اقرأ أيضا…