أخبار الأسواقأخبار اليورو دولاراخبار اقتصادية

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو يعزز نهج الحذر تجاه تخفيضات أسعار الفائدة

أظهرت بيانات حديثة أن التضخم في منطقة اليورو ارتفع بشكل غير متوقع في أكتوبر، ليصل إلى مستوى 2% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مقارنة بـ 1.7% في سبتمبر، متجاوزًا توقعات المحللين. يعزز هذا الارتفاع دعوات البنك المركزي الأوروبي (ECB) لاعتماد نهج تدريجي وحذر في تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية.

تضخم أعلى وتوقعات بمزيد من الارتفاع

يشير الارتفاع في الأسعار الاستهلاكية إلى عوامل منها التباطؤ في تراجع تكاليف الطاقة وزيادة أسعار الغذاء، بينما استقر التضخم الأساسي عند 2.7%، والذي يستثني العناصر المتقلبة كالغذاء والطاقة.

تعزز هذه الأرقام موقف البنك المركزي الأوروبي من توخي الحذر وعدم الاستعجال في تخفيضات الفائدة بهدف دعم الاقتصاد الأوروبي.

قلق الأسواق من التوجهات المستقبلية

تماسكت عائدات السندات الألمانية على خسائرها الطفيفة بعد صدور البيانات، حيث ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات نقطتين أساس إلى 2.41%، وهو أعلى مستوى منذ يوليو. يتوقع المتداولون حاليًا خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس من قبل البنك المركزي الأوروبي في ديسمبر، مع وجود نقاش بين صناع السياسة حول إمكانية زيادة هذا الخفض.

ففيما يرى بعض المسؤولين أنه قد يتعين النظر في تخفيض بنصف نقطة في اجتماع ديسمبر، يحذر آخرون من تسارع خطوات التيسير النقدي. وصرحت إيزابيل شنابل، عضو مجلس إدارة البنك، بأن التدرج يبقى خيارًا مناسبًا، فيما حذر رئيس بنك ألمانيا، يواخيم ناجل، من التسرع في اتخاذ المزيد من الخطوات.

تحديات خارجية وداخلية

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن التضخم قد يرتفع في الأشهر المقبلة نتيجة لآثار سنة الأساس. وأوضحت أن هناك تحديات أخرى قد تزيد من تكاليف الطاقة والنقل، مثل الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، والاحتمال المستقبلي لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بسياسات تجارية قد ترفع التعريفات الجمركية.

كما تواجه أوروبا ضغوطًا أخرى داخلية، حيث تساهم زيادات الأجور في القطاع الخدمي في زيادة التضخم، حيث استقر نمو الأسعار في هذا القطاع عند 3.9% في أكتوبر.

توقعات الخبراء وتوجهات البنك المركزي الأوروبي

وفقًا لرؤية بلومبرغ إيكونوميكس، يتوقع الخبراء خفضًا آخر لأسعار الفائدة في ديسمبر، ليصل معدل الفائدة على الودائع إلى 3%. من المتوقع أيضًا أن يعتمد البنك المركزي الأوروبي نهجًا تدريجيًا في تخفيضات الفائدة خلال العام المقبل، حيث يتوقع أن يصل المعدل النهائي إلى حوالي 2%.

حذر عضو مجلس البنك المركزي، فابيو بانيتا، من خطورة أن يتراجع نمو الأسعار عن النسبة المستهدفة البالغة 2%، موضحًا أن الشروط النقدية لا تزال ضيقة وأن التخفيضات الجديدة ستكون ضرورية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي المطلوب.

وبينما تُعتبر تكاليف الطاقة من العوامل الضاغطة حاليًا، يبدي المسؤولون تفاؤلًا بأنهم سيتمكنون من تحقيق الهدف المستدام للتضخم في العام المقبل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مرونة سوق العمل في منطقة اليورو، حيث أظهرت بيانات منفصلة أن معدل البطالة انخفض إلى مستوى قياسي بلغ 6.3% في أكتوبر.

تشير الأرقام الاقتصادية إلى حاجة البنك المركزي الأوروبي لتوازن بين دعم النمو الاقتصادي وإدارة التضخم بشكل دقيق. من المرجح أن يشهد السوق تخفيضات تدريجية في أسعار الفائدة مع مراقبة دقيقة لتطورات الاقتصاد العالمي والمحلي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى