مؤشر ستوكس 600 يتراجع بسبب الأرباح الضعيفة ويتجه لتسجيل أسوأ أداء شهري له خلال عام

تفتتح الأسواق الأوروبية اليوم الخميس على تراجع، مع توجه مؤشر ستوكس 600 لتسجيل أسوأ أداء شهري له خلال عام، مدفوعًا بمجموعة من نتائج الأرباح المتباينة.

كان الانخفاض في أسهم التكنولوجيا أحد أبرز الأسباب وراء هذا الانحدار، وسط قلق متزايد بشأن استثمارات الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، وغياب العوائد السريعة التي كانت متوقعة من هذه الاستثمارات الطموحة.

وجاءت النتائج المالية لبعض الشركات العملاقة دون توقعات المستثمرين، مما أدى إلى تراجع أسهمها في الأسواق الأوروبية.

الذكاء الاصطناعي ومخاوف المستثمرين

مع استمرار تركيز الشركات الكبرى على استثمارات الذكاء الاصطناعي، أظهرت نتائج كل من ميتا ومايكروسوفت أن تلك الاستثمارات التي تهدف إلى تعزيز الابتكار التكنولوجي، تتطلب مزيدًا من الوقت لتحقيق العوائد المالية المتوقعة.

وانخفضت أسهم قطاع التكنولوجيا في أوروبا بنسبة 1.1% بعد إعلان نتائج الشركات الأمريكية، حيث يشعر المستثمرون بقلق من أن استثمارات الذكاء الاصطناعي، رغم إمكانياتها العالية، قد لا تحقق أرباحًا سريعة توازي تكاليفها الباهظة.

ويبرز في هذا السياق قلق المستثمرين أيضًا من استثمارات شركة أمازون التي من المقرر أن تعلن عن أرباحها إلى جانب شركة آبل لاحقًا اليوم، إذ يتخوفون من أن تسير أمازون على خطى ميتا ومايكروسوفت، فتشهد زيادة في الإنفاق دون عوائد سريعة.

أداء الشركات الكبرى

جاءت نتائج بعض الشركات الكبرى في قطاعات متعددة بمزيج من المفاجآت المخيبة للآمال. على سبيل المثال، شهدت أسهم شركة TotalEnergies الفرنسية انخفاضًا بنسبة 1.7% بعد أن سجلت الشركة أدنى مستوى لصافي دخلها المعدل خلال ثلاثة أعوام، مما ألقى بثقل كبير على السوق. كذلك، انخفض سهم بنك BNP Paribas بنسبة 6.5% بعد إعلان نتائجه للربع الثالث التي لم تلبي توقعات السوق.

أما شركة AB InBev، المالكة للعلامة التجارية الشهيرة بودوايزر، فقد شهدت تراجعًا في سهمها بنسبة 3% بعد أن جاءت أرباحها ومبيعاتها أقل من المتوقع. وعلى النقيض، ارتفع سهم Shell بنسبة 1.1% عقب الإعلان عن أرباح تجاوزت التوقعات بمقدار 6 مليارات دولار، مما أعطى بعض الدعم للسوق في قطاع الطاقة.

في قطاع الطيران، سجلت شركة Airbus ارتفاعًا في أسهمها بنسبة 2.9% بعد إعلانها عن تعيين خليفة جديد لرئيس ذراع صناعة الطائرات، حيث سيواصل الرئيس التنفيذي الحالي مهامه، وهو ما أضفى بعض الثقة على السوق في هذا القطاع.

ترقب بيانات التضخم

إلى جانب التحركات المدفوعة بنتائج الأرباح، يترقب المستثمرون إصدار بيانات التضخم الأولية لمنطقة اليورو وإيطاليا اليوم، بينما أظهرت البيانات أن معدل التضخم الأولي في فرنسا لشهر أكتوبر وصل إلى 1.5%.

كما جاءت أرقام مبيعات التجزئة الألمانية لشهر سبتمبر أفضل من المتوقع، ما قد يساهم في تعزيز الثقة إلى حد ما، لكنه لم ينجح في رفع الروح المعنوية في ظل الأداء الضعيف للمؤشرات الأوروبية.