الصين بين التحفيز والإصلاح: إصلاحات هيكلية وحلول مبتكرة لتحقيق نمو

صرح المستشار السابق للبنك المركزي الصيني، ليو شيجين، أن الجهود الصينية للتحفيز الاقتصادي تحمل تكلفة يجب إدارتها بحذر لتحقيق نمو مستدام.
وأكد ليو خلال منتدى عُقد يوم الثلاثاء، على ضرورة تنسيق الإصلاحات مع التحفيز المالي لتحقيق أهداف طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن الاستثمارات المالية يجب أن توجه إلى مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية الأساسية، خاصةً أن الصين تواجه نقصًا كبيرًا في خدمات الرعاية لحوالي 300 مليون عامل مهاجر داخلي، وهي مسألة تكتسب أهمية خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية الحالية.
في هذا السياق، من المقرر أن تنظر الحكومة الصينية في الموافقة على إصدار سندات ديون جديدة بقيمة تتجاوز عشرة تريليونات يوان (1.4 تريليون دولار) بهدف معالجة الديون المحلية المخفية وتمويل مشاريع إعادة شراء الأراضي وتقليص فائض الوحدات السكنية غير المباعة.
ومع ذلك، ينظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة للاستقرار أكثر من كونها دفعة فورية للاقتصاد، حيث لا تزال الصين تسعى جاهدة للحد من آثار الديون المتراكمة نتيجة تحفيزات اقتصادية سابقة.
استراتيجيات النمو وإصلاح النظام المالي
وفقًا لتصريحات سابقة، اقترح ليو إصدار سندات طويلة الأجل بقيمة 10 تريليونات يوان لتعزيز الاقتصاد، وهي خطوة تهدف لدعم التنمية مع تفادي الضغوط قصيرة الأجل على الاقتصاد. وقد كانت إحدى حزم التحفيز في عامي 2008 و2009 ناجحة في تحصين الصين من الأزمة المالية العالمية.
في اجتماع عقد في يوليو، وضع القادة الصينيون خطوات طموحة لإصلاح القطاع المالي وتحسين دعم الصناعات المتقدمة، إلى جانب خطوات لزيادة التمويل الحكومي المحلي.
ومع ذلك، لم يتضح بعد مدى سرعة تنفيذ هذه الخطط، التي يُفترض أن تُعزز قدرة الصين على تلبية احتياجاتها الاقتصادية المستدامة.
توسيع الطبقة المتوسطة والتحول نحو مجتمع أكثر شمولًا
تناول ليو أيضًا ضرورة توسيع قاعدة الطبقة المتوسطة من نحو 400 مليون شخص إلى 800-900 مليون على مدار العقد المقبل من خلال دعم التحضر وتقليل الفجوات بين المناطق الريفية والحضرية.
فالتوسع في الطبقة المتوسطة لا يسهم فقط في تعزيز الاقتصاد المحلي، بل يساعد أيضًا في خلق مجتمع أكثر استقرارًا وتوازنًا، ما يدعم دور الصين الاقتصادي العالمي.
إلا أن ليو حذر من اللجوء إلى أموال المروحيات أو توزيع الأموال بشكل مباشر على السكان، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب قد يُفيد الطبقات الثرية أكثر من الفئات ذات الدخل المحدود.
اقرأ ايضاً:
تعليق واحد