أسعار النفط ترتفع بدعم من طلب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي
ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء بعد أن شهدت تراجعًا حادًا بنسبة 6% في الجلسة السابقة، مع ظهور دعم جزئي من خطة أعلنتها الولايات المتحدة لشراء النفط بغرض تعزيز الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، وذلك في محاولة لتخفيف آثار تراجع الأسعار.
حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 0.88%، لتصل إلى 72.05 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 0.86%، ليبلغ 67.37 دولارًا للبرميل.
وأفادت إدارة الطاقة الأمريكية يوم الاثنين أن خطتها تشمل شراء ما يصل إلى ثلاثة ملايين برميل للتسليم حتى مايو 2025، وهو ما يعد تدخلًا مرحليًا في السوق، إلا أنه قد لا يغير المشهد العام للطلب، حيث لا تزال التحديات الاقتصادية تضغط على توقعات الطلب العالمي.
وقد أشار جون إيفانز، المحلل في شركة بي في إم للسمسرة النفطية، إلى أن الإعلان الأمريكي يمثل دخولًا لمشتري مستقر في السوق على الرغم من قلة المشترين الأساسيين في الوقت الحالي.
توترات الشرق الأوسط ومخاطر الطلب الضعيف
تأتي هذه التحركات في ظل ارتفاع التوترات في منطقة الشرق الأوسط، التي تزايدت عقب الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. حيث شنت إسرائيل ضربة انتقامية على البنية التحتية النفطية الإيرانية نهاية الأسبوع، الأمر الذي أدى إلى تراجع أسعار النفط بشكل مؤقت بعد الهجوم، والذي اعتبره المستثمرون غير مرجح أن يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق.
ومع ذلك، فإن إيران لم تتأخر عن التهديد برد قاسي، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأن إيران ستستخدم كل الأدوات المتاحة للرد على الهجوم.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، حذرت الولايات المتحدة إيران في مجلس الأمن الدولي من عواقب وخيمة في حال تصاعد التوترات بشكل أكبر، مؤكدة استعدادها للرد على أي تهديدات جديدة ضد إسرائيل أو مصالحها في المنطقة.
وفيما تتواصل هذه التحذيرات، تبقى أنظار الأسواق على كيفية تطور الوضع، وتأثيره على أسواق الطاقة الدولية في ظل ضعف نمو الطلب العالمي المتوقع.
توقعات اقتصادية تشير إلى ركود الطلب على النفط
رغم الدعم الجزئي الذي وفرته الولايات المتحدة بخطتها لشراء النفط، إلا أن توقعات الطلب على النفط تظل مشوبة بالضبابية، خاصة في ظل غياب موسم ذروة الطلب الشتوي على الكيروسين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتباطؤ الطلب في دولة الصين.
وقد صرح هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس إن إس تريدنج، التابعة لشركة نيسان للأوراق المالية، بأن الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط يميل نحو التراجع مع استمرار غياب المحفزات الموسمية الرئيسية، إلى جانب بيانات تشير إلى ارتفاع محتمل في مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بينما قد تشهد مخزونات نواتج التقطير انخفاضًا.
ويترقب المستثمرون تقريرين هامين لتقييم الحالة الراهنة للسوق، حيث يصدر معهد البترول الأمريكي تقريره الأسبوعي يوم الثلاثاء، فيما تنشر إدارة معلومات الطاقة تقريرها يوم الأربعاء، مما يوفر إشارات إضافية حول توجهات المخزونات والاستهلاك في أكبر اقتصاد عالمي، ويعطي مؤشرات مهمة لتحديد مسار الأسعار خلال الفترة المقبلة.
اقرأ ايضاً: