البيتكوين مقابل الدولار الأمريكي: هل ستتبنى دول البريكس نظام الدفع البديل الطموح الذي اقترحه بوتين؟
عقدت قمة البريكس 2024 هذا الأسبوع في روسيا، وقدمت هذه القمة، إلى جانب بعض التطورات السابقة، مؤشرات مهمة حول مواقف الحكومات العالمية تجاه البيتكوين والعملات الرقمية بشكل عام، وكذلك حول إمكانية إنشاء أنظمة دفع دولية تعتمد على تقنية البلوكتشين
نظام الدفع البديل لدول البريكس: BRICS Pay
خلال منتدى الأعمال لدول البريكس الذي سبق القمة في موسكو، تمت مناقشة مشروع يحمل اسم BRICS Pay، وهو نظام دفع يعتمد على البلوكتشين.
الهدف من هذا النظام هو تسهيل المدفوعات عبر الحدود سواء للأفراد أو للشركات. ومن الممكن أن يستخدم هذا النظام وحدة حساب خاصة بالبريكس، وهو ما يعد تطورًا هامًا في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في المدفوعات الدولية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أضاف خلال القمة أنه من الممكن استخدام العملات الرقمية في الاستثمارات الدولية في البلدان النامية. ورغم عدم وجود تأكيدات نهائية، يبدو أن بعض دول البريكس، وخاصة روسيا التي تعاني من العقوبات، مهتمة بتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
البيتكوين كوسيلة للدفع الدولي
أحد المواضيع الرئيسية التي نوقشت في القمة هو إمكانية استخدام البيتكوين في المدفوعات الدولية. وفقًا للتقارير، يتمثل المقترح في أن تقوم شركات تعدين البيتكوين الروسية ببيع العملة الرقمية للمشترين الدوليين، الذين يمكنهم استخدامها لشراء الواردات. هذا الاقتراح قد يساعد في تجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
تتماشى هذه الخطط مع شراكة بين صندوق الثروة السيادي الروسي RDIF وشركة تعدين البيتكوين BitRiver، حيث يهدفان إلى بناء مراكز بيانات في عدة دول من البريكس. هذه الشراكة أيضًا تركز على تطوير الذكاء الاصطناعي بجانب تكنولوجيا البلوكتشين.
التوجهات المختلفة للبريكس وأوروبا تجاه العملات الرقمية
في حين أن دول البريكس تناقش إمكانيات استخدام البيتكوين والعملات الرقمية في التجارة الدولية، أبدى البنك المركزي الأوروبي (ECB) موقفًا عدائيًا تجاه البيتكوين. في تقرير صدر مؤخرًا، أشار البنك إلى أن البيتكوين قد يظل في ارتفاع، داعيًا غير المستثمرين إلى معارضة هذا الأصل الرقمي وسن قوانين للحد من ارتفاع أسعاره.
من الواضح من التطورات الحالية أن العملات الرقمية أصبحت محورية في النقاشات العالمية حول مستقبل أنظمة الدفع والاقتصادات بشكل عام. ومع ذلك، تأتي هذه النقاشات برسائل مختلطة. ففي الوقت الذي تروج فيه شركات مثل BlackRock لمنتجات البيتكوين لعملائها في الولايات المتحدة، نجد أن البنك المركزي الأوروبي يتحدث عن حظر البيتكوين.
الخلاصة: البيتكوين كتقنية محايدة
على الرغم من هذه التناقضات، فإن التقنية التي يقوم عليها البيتكوين تظل محايدة. وفي ظل التوجهات المختلفة بين دول البريكس والغرب، يمكن أن نشهد تنافسًا عالميًا بين الدول على تبني العملات الرقمية، حيث تسعى كل دولة إلى عدم البقاء في المؤخرة في هذا السباق.
اقرأ أيضا…