تحذيرات من رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي بدالاس حول مخاطر التضخم ودعوة للحذر في خفض أسعار الفائدة
في تصريح لها يوم الأربعاء، أعربت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوجان، عن تأييدها للخفض الكبير في أسعار الفائدة الذي تم الشهر الماضي، لكنها أكدت ضرورة تبني نهج أكثر حذراً وأقل سرعة في المستقبل.
حيث أعربت عن قلقها بشأن استمرار المخاطر الحقيقية المتعلقة بالتضخم وعدم اليقين الكبير الذي يحيط بالتوقعات الاقتصادية.
خفض تدريجي للفائدة
في أول تصريحات عامة لها منذ خفض الفيدرالي لسعر الفائدة إلى نطاق 4.75% – 5.00%، أوضحت لوجان أن خفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية الشهر الماضي كان خطوة مناسبة.
لكنها شددت على أن التحرك نحو سياسة نقدية أكثر طبيعية ينبغي أن يتم بشكل تدريجي لتحقيق توازن بين المخاطر التي تواجه أهداف البنك المركزي، بما في ذلك تحقيق استقرار الأسعار وضمان التوظيف الكامل.
وقالت لوجان في حديثها أمام مؤتمر للطاقة استضافته شراكة هيوستن الكبرى، إن التسرع في خفض الفائدة إلى مستوى محايد قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأكدت أن البنك المركزي بحاجة إلى مراقبة دقيقة لمجموعة من العوامل مثل الأوضاع المالية، سلوك الاستهلاك، الأجور، والتغيرات في الأسعار قبل اتخاذ المزيد من القرارات بشأن الفائدة.
مخاطر التضخم والركود الاقتصادي
على الرغم من تراجع التضخم في الأشهر الأخيرة، ترى لوجان أن هناك مخاطر جدية قد تبقي التضخم مرتفعًا فوق الهدف الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي عند 2%. وتشمل هذه المخاطر زيادة الإنفاق الاستهلاكي، ونمو اقتصادي أقوى من المتوقع، أو تخفيف غير مبرر في الأوضاع المالية.
أشارت لوجان أيضًا إلى أن مستوى تكاليف الاقتراض، المعروف بـالمعدل المحايد، قد يكون أعلى مما كان عليه قبل الجائحة. وأوضحت أن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم مجددًا، بما في ذلك الاضطرابات في سلاسل التوريد بسبب التوترات الجيوسياسية أو إضرابات عمال الموانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ورغم أن سوق العمل لا تزال قوية، حذرت لوجان من أن هناك خطرًا بأن تبرد السوق أكثر مما هو مطلوب لإعادة التضخم إلى المستوى المستهدف، مما قد يؤدي إلى تدهور مفاجئ في التوظيف.
دعوة للحذر في السياسة النقدية
في تعليقاتها، شددت لوجان على أهمية تبني سياسة نقدية أقل تقييدًا لتجنب التأثيرات السلبية على سوق العمل، حيث قالت إن السياسة الأقل تقييدًا ستساعد في تجنب التبريد المفرط لسوق العمل وتعيد التضخم إلى المستوى المستهدف بطريقة مستدامة. ومع ذلك، ظلت متيقظة لاحتمال ظهور ضغوط تضخمية جديدة.
واختتمت لوجان تصريحاتها بالقول إن السياسة النقدية لا ينبغي أن تتبع مسارًا محددًا مسبقًا، داعيةً إلى المرونة والقدرة على التعديل حسب تطور الظروف الاقتصادية.
وأشارت إلى أن أي عدد من الصدمات الاقتصادية قد يؤثر على المسار الذي يجب أن يتخذه الاحتياطي الفيدرالي، مؤكدة على ضرورة مراقبة التطورات عن كثب.
من المتوقع أن يكشف محضر اجتماع الفيدرالي لشهر سبتمبر في وقت لاحق من اليوم عن مدى انقسام صناع السياسات حول خفض الفائدة، وهو ما قد يعطى نظرة أوضح للمستثمرين حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة.
اقرأ ايضاً: