الذهب يستكمل موجة الصعود والبحث عن موعد التصحيح
استمر الذهب العالمي في الارتفاع مع بداية تداولات الأسبوع ليسجل ارتفاع تاريخي جديد، وذلك في ظل استمرار العوامل التي تدفع الذهب إلى الارتفاع مع كونه الملاذ الآمن الأول في الأسواق المالية، بينما تبحث الأسواق على موعد بداية التصحيح السلبي.
ارتفع سعر الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الاثنين ليسجل أعلى مستوى تاريخي اليوم عند 2736 دولار للأونصة مرتفعاً بنسبة 0.3% ليتداول حالياً عند المستوى 2729 دولار للأونصة بعد أن شهد تراجع محدود قلص من مكاسبه.
سجل الذهب ارتفاع للجلسة الخامسة على التوالي حيث ارتفع السعر خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.4% ليرتفع الذهب منذ بداية شهر أكتوبر بنسبة 3.7%.
الارتفاع المستمر في مستويات الذهب العالمي يأتي في ظل تزايد الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية بسبب استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط مع توسع رقعة الصراع، هذا بالإضافة إلى عدم اليقين المصاحب لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
إن السباق الرئاسي الأمريكي لعام 2024 بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس متقارب للغاية في الولايات السبع المتأرجحة التي ستقرر انتخابات 5 نوفمبر. وهو الأمر الذي يجعل النتائج متقاربة بشكل كبير ويمكن لأي منهما الفوز.
يتسبب هذا في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق، على أن يستمر هذا العام حتى موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر.
أما عند النظر إلى الطلب الاستثماري على الذهب فنجد أن الطلب مستمر في التزايد، فقد أظهر تقرير التزامات المتداولين عن الأسبوع المنتهي في 15 أكتوبر أن الطلب من قبل المضاربين والشركات على شراء عقود الذهب الآجلة قد ارتفع بمقدار 8603 مقارنة مع التقرير السابق، بينما ارتفعت الطلبات على عقود البيع بمقدار 349 مقارنة مع التقرير السابق.
البيانات تظهر أن الطلب لا يزال متزايد على الذهب من خلال العقود المستقبلية، وهو ما يدل أن الطلب الاستثمار قد يستمر مرتفع حتى الانتخابات الأمريكية.
يجد الذهب المزيد من الدعم من توجه الحكومة الصينية إلى دعم الاقتصاد، حيث تعد الصين أكبر مستهلك للذهب في العالم، وبالتالي تعافي أداء الاقتصاد الصيني سينتج عنه زيادة في الطلب على الذهب.
أما عن عنصر السياسة النقدية الذي يعد صاحب التأثير المباشر على تحركات أسعار الذهب اليومية، فلا تزال التوقعات تشير أن البنك الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس باحتمال يصل إلى 87%.
البيانات الاقتصادية الأخيرة عن الاقتصاد الأمريكي تظهر مرونة في أداء النمو والتضخم وقطاع العمالة، وبالتالي لا توجد حاجة لخفض عميق في أسعار الفائدة، ولكن حقيقة أن البنك الفيدرالي مستمر في خفض الفائدة، بالإضافة إلى اقبال البنوك المركزية الأخرى على خفض الفائدة يعمل على ارتفاع الذهب بسبب التأثير الإيجابي لبيئة خفض الفائدة.