استقرار طفيف للنفط بعد تراجع المخزونات وتوقعات بخسائر أسبوعية كبيرة
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط اليوم الجمعة بعد صدور بيانات تشير إلى انخفاض مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة، إلى جانب ظهور تحفيز مالي جديد لدعم الاقتصاد الصيني.
ورغم هذه العوامل الإيجابية، فإن أسعار النفط تتجه نحو تكبد أكبر خسارة أسبوعية لها منذ أكثر من شهر، متأثرة بتوقعات تراجع الطلب العالمي.
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 0.3%، ليصل إلى 74.68 دولارًا للبرميل. فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 0.4%، ليصل إلى 70.96 دولارًا للبرميل. ورغم هذا الارتفاع، إلا أن كلا الخامين يتجهان نحو انخفاض أسبوعي بنسبة تقارب 6%، وهو أكبر تراجع منذ 2 سبتمبر.
يرجع هذا التراجع إلى خفض توقعات الطلب العالمي على النفط من قبل أوبك ووكالة الطاقة الدولية للعامين 2024 و2025، إلى جانب انخفاض المخاوف من تصعيد في التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران التي قد تؤدي إلى تعطل صادرات النفط الإيرانية.
الاقتصاد الأمريكي والصيني
شهدت الأسواق تحسنًا طفيفًا بعد صدور بيانات اقتصادية إيجابية من الولايات المتحدة، حيث أظهرت مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفاعًا أكبر من المتوقع في سبتمبر.
هذا التحسن خفف بعض المخاوف بشأن النمو الاقتصادي، ولكن المشاركين في السوق ما زالوا يراقبون عن كثب الوضع في الصين، التي تشهد محاولات لتعزيز الطلب المحلي عبر حزم تحفيزية.
طرح البنك المركزي الصيني مؤخرًا خطتين للتمويل من المتوقع أن تضخان 800 مليار يوان (ما يعادل 112.38 مليار دولار) في سوق الأسهم.
تأتي هذه الحزمة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الثالث، ولكن البيانات الصادرة لشهر سبتمبر أظهرت بعض التفاؤل مع تجاوز أرقام الاستهلاك والإنتاج الصناعي التوقعات.
توترات الشرق الأوسط
رغم التخفيف من حدة المخاوف الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، لا تزال الأسواق متوجسة من احتمالية ارتفاع أسعار النفط مجددًا بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. يوم الجمعة، أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية عن تصعيد في عملياتها ضد إسرائيل بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار.
وقال تاماس فارغا، المحلل في شركة PVM لوساطة النفط: رغم رغبة الولايات المتحدة في الاعتقاد بأن مقتل الزعيم قد يفتح المجال لمحادثات سلام جادة، إلا أن ذلك يبدو أقرب إلى التفكير بالتمني أكثر من كونه بديلًا واقعيًا.
المخزونات الأمريكية
من جهة أخرى، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن مخزونات النفط الخام، البنزين، ونواتج التقطير قد انخفضت الأسبوع الماضي، وهو ما ساهم في دعم الأسعار بعض الشيء.
ومع ذلك، فإن الأسواق لا تزال تواجه تحديات رئيسية مرتبطة بضعف الطلب العالمي وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم.
اقرأ ايضاً:
- استقرار أسعار النفط وسط ترقب لتطورات الشرق الأوسط والبيانات الأمريكية والصينية
- تراجع أسعار النفط بعد تقارير عن عدم استهداف إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية
- النفط يهبط 4% بفعل تراجع الطلب وتخفيف المخاوف الجيوسياسية
