الصين تخفض أسعار الفائدة: هل يكفي لتحفيز الاقتصاد؟
في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، قامت دولة الصين بتخفيض أسعار الفائدة القياسية للإقراض في اجتماعها الشهري يوم الاثنين. يأتي هذا التخفيض كجزء من حزمة تحفيزية شاملة تهدف إلى إنعاش اقتصاد البلاد الذي يعاني من تباطؤ في النمو.
تخفيض أسعار الفائدة
تم خفض سعر الفائدة الأساسي للقرض لمدة عام واحد بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.10٪، في حين انخفض سعر الفائدة الأساسي للقرض لمدة خمس سنوات بنفس الهامش ليصل إلى 3.6٪. ويُذكر أن هذا التخفيض جاء بعد سلسلة من الإجراءات المماثلة التي تم اتخاذها الشهر الماضي، في محاولة لتعزيز النشاط الاقتصادي في ظل التحديات المتزايدة.
وصرح محافظ بنك الشعب الصيني، بان جونج شنغ، الأسبوع الماضي بأن هناك توقعات بتخفيض أسعار الإقراض بمقدار يتراوح بين 20 إلى 25 نقطة أساس في 21 أكتوبر، وهو ما تحقق بالفعل في الاجتماع الأخير.
إجراءات تحفيزية إضافية
لم تقتصر الإجراءات التحفيزية على تخفيض أسعار الفائدة فقط، حيث قام بنك الشعب الصيني أيضًا بخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك بمقدار 50 نقطة أساس، كما تم تخفيض سعر إعادة الشراء العكسي القياسي لمدة سبعة أيام بمقدار 20 نقطة أساس في 24 سبتمبر.
هذه التدابير تمثل أكبر حزمة تحفيزية منذ فترة الوباء، وتشمل أيضًا دعماً مباشراً لقطاع العقارات المتعثر وتحفيزاً للاستهلاك الداخلي.
بالرغم من هذه التحفيزات، فإن السوق لم يتفاعل بإيجابية كما كان متوقعًا. انخفض مؤشر CSI300، كما تراجع اليوان الصيني بنسبة 1٪ مقابل الدولار منذ بدء الإجراءات التحفيزية.
وعلى الرغم من هذا، ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة، بدعم من تقارير الأرباح القوية لبعض الشركات الكبرى مثل نتفليكس.
كما أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الجمعة نمواً أفضل قليلاً من المتوقع في الاقتصاد الصيني خلال الربع الثالث. إلا أن التحدي الأكبر يظل في قطاع العقارات الذي شهد انخفاضًا بأكثر من 10٪ في الاستثمار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مما يلقي بظلاله على التعافي الكامل للاقتصاد.
هل يكفي التحفيز لإنعاش الاقتصاد؟
مع استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التدابير كافية لتحقيق الهدف الحكومي للنمو بنسبة 5٪ هذا العام.
بينما أبدى المسؤولون ثقة في إمكانية تحقيق هذا الهدف، أشار بعض المحللين إلى أن السوق قد يشعر بالتعب من الإجراءات المتكررة لتخفيف السياسة النقدية.
كريس ويستون، رئيس الأبحاث في شركة الوساطة الأسترالية عبر الإنترنت بيبرستون، قال في مذكرة: مدى تأثير المزيد من التيسير على الأسهم الصينية وهونج كونج وعلى سوق الرهن العقاري هو أمر محل نقاش، حيث قد يشعر المشاركون في السوق بالتعب من تخفيف السياسة.
اقرأ ايضاً:
- السياسات الصينية تشكل تهديدا أكبر لليوان من ترامب
- تباطؤ نمو صادرات الصين في سبتمبر
- الأسهم الصينية تنتعش وسط توقعات بتحفيز مالي جديد
