مخاطر اقتصادية بسبب الانتخابات الأمريكية
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يظهر سباق متقارب للغاية بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، مما يثير قلقًا بين المستثمرين حول احتمالية وجود نتيجة غير واضحة أو متنازع عليها.
هذا القلق ينبع من تجربة انتخابات 2020، حيث سعى ترامب للطعن في النتائج بعد خسارته، مما يثير احتمال تكرار سيناريو مشابه في انتخابات 2024.
حيث يتوقع المستثمرون أن يؤدي أي تأخير في إعلان الفائز بالانتخابات إلى زيادة التقلبات في الأسواق المالية. والتر تود، كبير مسؤولي الاستثمار في غرينوود كابيتال، أشار إلى أن أي نزاع حول نتائج الانتخابات قد يؤدي إلى تراجع حاد في أسعار الأسهم، خصوصًا إذا استمر عدم اليقين لعدة أيام.
على الرغم من هذا القلق، لم يؤثر بعد على الأداء العام لسوق الأسهم. فقد شهد مؤشر S&P 500 نموًا قويًا هذا العام، محققًا زيادة بنسبة 21٪، وهو في طريقه لتحقيق مكاسب كبيرة للعام الثاني على التوالي.
ولكن مع ارتفاع مؤشر تقلب Cboe إلى 20.9، وهو ما يشير إلى توقعات باضطرابات محتملة في السوق، يبدو أن بعض المستثمرين يستعدون لزيادة التقلبات.
مخاوف حول الانتخابات وتأثيرها على الأسواق
واحدة من المخاوف الكبرى التي تواجه المستثمرين هي احتمال الطعن في نتائج الانتخابات إذا كانت النتيجة متقاربة، سواء من قبل الجمهوريين أو الديمقراطيين.
يشير مايكل بورفيس، الرئيس التنفيذي لشركة Tallbacken Capital Advisors، إلى أن القلق الرئيسي ليس فقط في النتيجة النهائية، ولكن في إمكانية أن ينظر جزء كبير من السكان إلى الانتخابات على أنها غير شرعية. هذا قد يؤدي إلى تراجع حاد في سوق الأسهم بسبب الشكوك حول الاستقرار السياسي.
السوابق الانتخابية المتنازع عليها، مثل انتخابات عام 2000 بين جورج دبليو بوش وآل غور، تعد مثالًا واضحًا على تأثير الانتخابات المتنازع عليها على الأسواق.
حينها، استمرت حالة عدم اليقين لأكثر من شهر بعد الانتخابات بسبب النزاعات حول نتائج ولاية فلوريدا، مما أدى إلى تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 5٪ خلال هذه الفترة.
هذا النوع من التقلبات يمكن أن يؤثر على توقعات السوق لما يعتبر عادة فترة إيجابية للأسهم في السنوات الانتخابية. وفقًا لـ كيث ليرنر، من Truist Advisory Services، عادة ما يرتفع مؤشر S&P 500 في الشهرين الأخيرين من سنوات الانتخابات الرئاسية بنسبة 3.3٪، مما يعكس تاريخًا إيجابيًا للأسواق في تلك الفترات.
تحوط المستثمرين
في ظل احتمالية حدوث تقلبات قوية في الأسواق، ينصح خبراء مثل مايكل بورفيس بالتحوط ضد هذه التقلبات عبر عقود البيع، التي تكتسب قيمة عندما تنخفض الأسهم.
كما يوصي كورت ريمان من UBS Wealth Management والمحللين الآخرين بالاستثمار في ملاذات آمنة مثل أسهم المرافق والذهب، والتي قد تساعد في حماية المحافظ من التقلبات المرتبطة بالانتخابات.
رغم هذه المخاوف، تعتقد بعض المؤسسات مثل JPMorgan Asset Management أن أي اضطرابات ناتجة عن الانتخابات المتنازع عليها ستكون قصيرة الأجل.
وأشارت ستيفاني ألياجا، استراتيجية السوق العالمية في JPMorgan، إلى أن حالة عدم اليقين المؤقتة الناتجة عن الانتخابات سرعان ما تختفي بمجرد إعلان النتائج النهائية، مما يؤدي إلى انتعاش الأسواق بعد فترة من التقلبات.
اقرأ ايضاً:
- شعور متزايد بعدم اليقين لدى الشركات الصغيرة الأمريكية مع اقتراب الانتخابات
- ما هو تأثير الانتخابات الأمريكية على أسواق العملات الرقمية؟
- سياسات ترامب وهاريس قد تؤدي إلى رفع الفائدة من قبل الفيدرالي
