أخبار الأسواقتقارير اقتصادية

التحركات العرضية تعود لسوق الذهب في انتظار بيانات التضخم

عاد سعر الذهب العالمي إلى التداول في نطاق عرضي خلال جلسة اليوم الخميس وذلك بعد أن شهد تراجع لست جلسات متتالية، حيث ارتفع الذهب بشكل طفيف اليوم لينهي حركة الهبوط التدريجي لتنتظر الأسواق بيانات التضخم الأمريكية اليوم قبل اتخاذ مراكز مالية جديدة على المعدن النفيس.

ارتفع سعر الذهب الفوري اليوم بنسبة 0.3% وسجل أعلى مستوى عند 2617 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2614 دولار للأونصة ليشهد تحركات عرضية دون اتجاه واضح مع انتظار الأسواق لحافز جديد من البيانات الأمريكية.

اليوم تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر، والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي للأسواق، وسط توقعات بإمكانية ارتفاع التضخم بأعلى من التوقعات وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع أسعار الذهب إلى التراجع بسبب تغير توقعات الأسواق بخصوص أسعار الفائدة.

الأسواق المالية تضع احتمال الآن بنسبة 85% أن يخفض البنك الفيدرالي 25 نقطة أساس خلال اجتماع البنك في نوفمبر القادم، بينما تقلص توقعات خفض الفائدة 50 نقطة أساس من 50% إلى 15%.

بيانات الوظائف الأمريكية الأفضل من المتوقع عن شهر سبتمبر ساهمت بشكل أساسي في دفع توقعات خفض الفائدة الأمريكية بشكل حاد إلى التراجع، وهو الأمر الذي أثر بالسلب على أسعار الذهب ودفعها إلى تسجيل أدنى مستوى منذ قرابة 3 أسابيع عند 2604 دولار للأونصة.

يشهد سعر الذهب حالياً تصحيح سلبي بغرض تعديل تسعيره وفقاً للتوقعات الحالية لأسعار الفائدة الأمريكية، حيث عملت البيانات الأفضل من المتوقع التي صدرت مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي على زيادة اطمئنان الأسواق فيما يتعلق بقطاع العمالة ومعدلات النمو الأمريكية.

من جهة أخرى أظهر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي عقد في سبتمبر الماضي أن أعضاء البنك قد اعترفوا بتراجع التضخم بشكل مستدام بالرغم من كونه أعلى من مستهدف البنك حتى الآن، وأنهم يرون أن المخاطر على قطاع العمالة والتضخم متوازنة بشكل كبير.

هذا وقد استقرت تداولات الدولار الأمريكي عند أعلى مستوياته منذ شهرين بعد أن وجد الدعم أيضاً من تراجع توقعات الخفض الحاد للفائدة الأمريكية، ليعمل هذا على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.

أيضاً ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في شهرين ساهم في دفع أسعار الذهب إلى التراجع، منذ كون المعدن النفيس استثمار لا يقدم عائد لحائزيه على عكس السندات الأمريكية.

ولكن بشكل عام يبقى التراجع الحالي في مستويات الذهب عبارة عن تصحيح سلبي، ويبقى الاتجاه العام هو الارتفاع وتسجيل المزيد من المستويات التاريخية وفقاً لتوقعات العديد من المؤسسات المالية العالمية.

التوترات الجيوسياسية تلعب دور كبير في تماسك أسعار الذهب وعدم تراجعها بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى تزايد الاستثمار على الذهب من خلال صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي.

 

اقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى